لست مع الزملاء الكتَّاب الذين تناولوا اساءة الإعلامي الكويتي عندما وصف لاعبي المنتخب السعودي ب "بقايا حجاج" عقب اهدار قائد المنتخب السعودي اللاعب محمد الشلهوب ركلة جزاء أمام المنتخب الكويتي. فبعض هؤلاء الكتاب أشار إلى أن "بقايا حجاج" لم يبتكرها ذلك الإعلامي الكويتي بل انها نتاج محلي. مضيفاً إلى أننا نحن الذين قسمنا مجتمعنا إلى "طرش بحر" وإلى فولتات كهربائية (110 و220)، وكذلك اننا نؤلف النكات الوقحة على بعضنا البعض ، ونصف هذه القبيلة بالهياط، وتلك بالغباء، والثالثة بالنفاق، والرابعة بالنذالة، وأننا ننتقص من حرية الإنسان "الأسود". وأزيد ذلك الكاتب من الشعر أبياتاً، فأقول له نحن - فعلاً - من قسم الناس إلى "ذهبي: اي قبيلي" و"كحلي: أي غير قبيلي" و"صربي" و"فيضي" و"بلحطي" و"بياع عشاه" أو "كور" أو بحسب مفاتيح المناطق الهاتفية مثل "01" و"02" و"07" وكذلك على بعض الجنسيات التي تعيش بيننا مثل: "رفيق" و "حج علي" و"علي عوض" و"زول" و "توان". وكاتب آخر يقول: إن هذا المصطلح - بقايا حجاج- نسمعه منذ نعومة أظفارنا ويتردد في مجالسنا وبين جدران بيوتنا ومزارعنا واستراحاتنا نردده بين الأصدقاء وتزل به ألسنتنا بين الغرباء، ويطالب بأن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب غيرنا. ويكشف لنا عن ذلك الاكتشاف العظيم: من فينا ليس من بقايا الحجاج؟ ومن منا لم ينحدر من إنسان أدى فريضة الحج؟. والحقيقة التي غابت عن هؤلاء الكتاب أن هذه التقسيمات موجودة في كل بلدان العالم عربيها وأجنبيها حتى في بلدان الحرية والديمقراطية، وكم قرأنا وشاهدنا آثار هذه التقسيمات السلبية من صراعات ومشاحنات واقتتال. حتى بلد ذلك الإعلامي الكويتي الذي قال عن منتخبنا الكروي المشارك في "خليجي 20" بأنهم بقايا حجاج، فهي تعاني من تلك التقسيمات فيقال أن "40%" منهم أصولهم سعودية وخاصة من نجد وباديتها، و"20%" ايرانية، و"10%" أصولهم كويتية، و"10%" بلوش وهنود وباكستانية، و "5%" أصولهم عراقية، والبقية من أصول مختلفة عربية وغير عربية. وهذا ليس بغريب فكل بلدان العالم هكذا، فليس هناك بلد في العالم جميع أهلها من أصولها "100%" فبلدان العالم كلها خليط من جنسيات مختلفة، ولدوا وترعرعوا فيها وأصبحوا من مواطنيها الأوفياء لها، حتى أن بعض تلك البلدان تمنح جنسيتها لمن يولد فيها، أو يتزوج من بناتها، وهناك المهاجرون الشرعيون وغير الشرعيين والذين تلاحقهم حكومات تلك البلدان.لكن ذلك الإعلامي الكويتي يحمل ضغينة فقد سبق أن تهكم على خبر تعيين "30" امرأة سعودية برتبة "جندي" في قطاع الجوازات بطريقة غير لائقة، وهو يعد واحداً من مجموعة من الإعلاميين يعانون من العقدة نفسها.فالمواطنة "ليست حسباً ولا نسباً وإنما هوية وانتماء" و "بقايا الحجاج" هم أحفاد رجال صالحين عرب وغير عرب، عبروا القفار والبحار، في زمن الصعوبات - منذ مئات السنين ليحجوا إلى بيت الله الحرام، واستوطنوا هذه الديار المقدسة حباً فيها، وأصبحوا جزءاً مهماً من نسيج المجتمع السعودي، والجنسية لدينا واحدة وليست درجات. أما بقايا الحجاج المتخلفون عن العودة إلى بلدانهم بعد تأديتهم فريضة الحج أو العمرة فهم مخالفون لنظام الاقامة ويتم ترحيلهم لبلدانهم، هذا نحن واننا نفخر ونفتخر أننا بقايا حجاج. قبسة: من كان بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة قول عربي (حكمة صينية) مكةالمكرمة: ص.ب: 233 ناسوخ: 5733335