خالد حمد السليمان - عكاظ السعودية لنكن صريحين مع أنفسنا، ونسأل هل جاء الصحافي الكويتي المغمور بمصطلح جديد علينا؟! لا لم يفعل، وحماقته لم تكن في اختراع المصطلح وإنما في استخدامه صراحة من على منبر رأي عام مفتوح!! هذا المصطلح نسمعه منذ نعومة أظافرنا ويتردد في مجالسنا وبين جدران بيوتنا ومزارعنا واستراحاتنا، نردده بين الأصدقاء وتزل به ألسنتنا بين الغرباء، فأولى بنا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب غيرنا!! تريدون الصدق، بالمعنى الحرفي للعبارة من فينا ليس من بقايا الحجاج؟! ومن منا لم ينحدر من إنسان أدى فريضة الحج؟! ومن منا ليس من نسل آدم وحواء؟! جميعنا بقايا حجاج، وجميعنا مواطنون على درجة واحدة من المواطنة، فالمواطنة ليست حسبا ولا نسبا وإنما هوية وانتماء وولاء، وارتباط الإنسان بالتراب لا يحدده التاريخ وإنما الانتماء وإلا لعاد كل إلى كهفه!! والجذور وإن امتدت أغصان أشجارها في كل اتجاه لتسقط ثمارها بعيدا عن الحوض، فإنها لابد وأن تعود إلى حيث نبتت، فلا يزايدن أحد على أحد في مواطنته ولا يظنن أحد تميزه على غيره؛ لأن ما يحدد المواطنة ليس انتماء قبليا أو عرقيا ضيق الأفق ولا انتماء جغرافيا مكان تحرك رمالها ظروف الحياة، إنما انتماء روحي يستمد طاقته من الوفاء والولاء والالتزام للوطن معنويا وفعليا!!