تناول الكاتب السعودي محمد الرطيان في مقاله المنشور بصحيفة المدينة، الإثنين 29 نوفمبر 2010، والمعنون ب (منتخب بقايا الحجاج!)؛ تصريحَ أحد الصحفيين الكويتيين حينما وصف منتخبنا الوطني ب (بقايا الحجاج)؟!، هذا التصريح الذي خلق ثورة غضب عارمة بين فئات الشعب السعودي المختلفة. في بداية مقاله، وصف الرطيان هذا الصحفي ب (ولد تافه وغبي)، مضيفا أنه - أي الصحفي - أراد أن يحصل على بعض الشهرة بهذا التصريح المزعج، مثل شخص تعرّى في الشارع العام. الكاتب لم يقف في مقاله عند هذا التصريح فحسب، بل نظر إلى ما هو أبعد من ذلك وبدأ بتحليل هذه التسمية بقوله: (بقايا حجاج.. هل ابتكرها هذه الولد التافه أم أنها نتاج محلي؟...)، إضافة إلى توجيهه بعض الأسئلة والاستفسارات التي تبيّن العنصرية والتفريق بين المجتمع الواحد، وبهذا يكون الكاتب، كما يُقال، قد وضع يده على الجرح الذي يعانيه ويشتكي منه مجتمعنا السعودي. واختتم الكاتب مقاله الجميل بالقول: لا تغضبوا أيها الأهل.. هذه بعض بضاعتنا العنصرية رُدَّت إلينا! نص المقال ولد تافه وغبي، أراد أن يحصل على بعض الشهرة (مثل شخص تعرّى في الشارع العام)، فقام بوصف منتخبنا الوطني لكرة القدم ب “بقايا الحجاج” وهذا الولد التافه لا يعلم أن “بقايا الحجاج” هم أحفاد رجال صالحين، عبروا القفار والبحار -في زمن الصعوبات- ليحجوا إلى بيت الله الحرام.. لا يعلم أنهم جزء مهم من نسيج المجتمع السعودي المتنوع والثري.. لا يعلم أن “الحجاج” -عند المسلمين- هي مديح وليست هجاءً. لكل هذا هو ولد تافه وغبي.. وتصريحه هذا أزعج الكثير من العقلاء في بلدنا الحبيب الكويت، أكثر ممّا أزعجنا نحن.. وطبعًا كانت هنالك ثورة من الغضب في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية السعودية.. ولكن تعالوا لنتناقش الأمر بهدوء: “بقايا حجاج” هل ابتكرها هذا الولد التافه، أم أنها نتاج محلي؟! ألسنا نحن الذين قسمنا مجتمعنا إلى “طرش بحر، وطرش بر” ؟! ألسنا نحن أصحاب العائلات التي كأنها فولتات كهربائية: خط 110، خط 220؟! ألسنا نحن الذين ننتقص من حرية الإنسان “الأسود” فقط لأن لونه أسود ؟.. وكأننا نحن الذين نختار ألواننا! ألسنا نحن الذين نؤلف النكات الوقحة على بعضنا البعض؟ ألسنا نحن الذين “نتكهرب” إذا تحدث أحدهم عن “منطقتنا”؟ ألسنا نحن الذين نصف هذه القبيلة بالهياط، وتلك بالغباء، والثالثة بالنفاق، والرابعة بالنذالة؟ قسمنا بعضنا مناطقيًّا وقبليًّا وطائفيًّا وكهربائيًّا (110/220)، وحتى هاتفيًّا ( 07)، وتألقنا وابتكرنا ألف شكل وصفة عنصرية لنلصقها ببعضنا البعض.. والآن: نغضب لأن ولدًا تافهًا وغبيًّا خارج الحدود قال بعض ما نقوله نحن! لا تغضبوا أيُّها الأهل.. هذه بعض بضاعتنا العنصرية رُدّت إلينا!