تساءل الكاتب السعودي محمد الرطيان في مقاله المنشور اليوم بالمدينة عن سر غضب الشارع السعودي مما تفوه به الإعلامي الكويتي عبدالوهاب العيسى رغم أنها ثقافة محلية قائلاً بأننا لو ناقشنا الأمور بهدوء لاكتشفنا بأن هذه المصطلحات إنتاج محلي ! وطرح الرطيان تساؤلات عدة عن هذه المصطلحات ومن وراء إنتاجها وابتكارها قائلاً « “بقايا حجاج” هل ابتكرها هذا الولد التافه، أم أنها نتاج محلي؟! ألسنا نحن الذين قسمنا مجتمعنا إلى “طرش بحر، وطرش بر” ؟! ألسنا نحن أصحاب العائلات التي كأنها فولتات كهربائية: خط 110، خط 220؟! ألسنا نحن الذين ننتقص من حرية الإنسان “الأسود” فقط لأن لونه أسود ؟.. وكأننا نحن الذين نختار ألواننا! ألسنا نحن الذين نؤلف النكات الوقحة على بعضنا البعض؟ ألسنا نحن الذين “نتكهرب” إذا تحدث أحدهم عن “منطقتنا”؟ ألسنا نحن الذين نصف هذه القبيلة بالهياط، وتلك بالغباء، والثالثة بالنفاق، والرابعة بالنذالة؟ قسمنا بعضنا مناطقيًّا وقبليًّا وطائفيًّا وكهربائيًّا (110/220)، وحتى هاتفيًّا ( 07) . ». وتعجب الكاتب من غضبنا على العيسى بعد كل هذا « تألقنا وابتكرنا ألف شكل وصفة عنصرية لنلصقها ببعضنا البعض.. والآن: نغضب لأن ولدًا تافهًا وغبيًّا خارج الحدود قال بعض ما نقوله نحن! » . الرطيان برر للعيسى الذي وصفه ب ” الولد التافة ” سر استخدامه هذا المصطلح فقال «أراد أن يحصل على بعض الشهرة (مثل شخص تعرّى في الشارع العام) معتبراً اللمز ببقايا حجاج مفخرة ” وهذا الولد التافه لا يعلم أن “بقايا الحجاج” هم أحفاد رجال صالحين، عبروا القفار والبحار -في زمن الصعوبات- ليحجوا إلى بيت الله الحرام.. لا يعلم أنهم جزء مهم من نسيج المجتمع السعودي المتنوع والثري.. لا يعلم أن “الحجاج” -عند المسلمين- هي مديح وليست هجاءً. لكل هذا هو ولد تافه وغبي.. وتصريحه هذا أزعج الكثير من العقلاء في بلدنا الحبيب الكويت، أكثر ممّا أزعجنا نحن ». وختم الكاتب مقالته بالمطالبة بعدم الغضب مما قاله العيسى قائلاً « لا تغضبوا أيُّها الأهل.. هذه بعض بضاعتنا العنصرية رُدّت إلينا! » ويأتي مقال الرطيان بعد أيام من عبارة أطلقها العيسى عشية لقاء المنتخب السعودي بالمنتخب الكويتي في دورة خليجي 20 لكرة القدم التي تقام في عدن .