في عام 1976م كانت الدوحة شبه مدينة عصرية بسوقها القديم وفندقيها الوحيدين كما اذكر فندق الواحة – والخليج أما كورنيشها فكان عبارة عن ارض ترابية، كنا ايامها في دورة الخليج الرابعة كان "الملعب" في وسط اراضي شاسعة ولكنها مخططة تخترقها شوارع عليها شبه "إزفلت" كان الزملاء عثمان العمير ومعه بعض الزملاء من "الجزيرة" منهم محمد التونسي وكان راشد الحمدان وعبدالرحمن السماري كاتبين في ذلك الاصدار الذي اطلق عليه "المجرشة" وكان صوتاً ناقداً لاحوال المنتخب "السعودي" الرمزي أيامها، وكنت اتعاون معهم مع انني في جريدة أخرى حيث كانت تطبع في مطابع بن علي على ما اذكر حيث التقيت بالاديب السوداني "الشوش" الذي كان يرأس مجلة الدوحة الثقافية الفارهة التي تطبع في ذات المطبعة والتقيت بالروائي الكبير الطيب صالح الذي كان يتولى ادارة الاذاعة القطرية أيامها. كانت قطر كأنها آتية من العصور القديمة لكن لا تخطئ عين – المراقب – بانه كان قدوماً يؤسس لانطلاقة غير عادية وليست متخيلة ابداً، لتمضي تلك السنون وقطر تمضي في بناء ذاتها وانطلقت بتأصيل التعليم واعطائه كل امكاناتها، الآن وصلت الى تحقيق الحلم الرياضي الثقافي الاجتماعي وهو الفوز بتنظيم كأس العالم في عام 2022م أي بعد 46 عاماً من دولة تحاول الحصول على كأس الخليج فلا تصل الى المباراة النهائية الى دولة تنظم اكبر مهرجان رياضي في العالم. انه الدأب والاصرار على تخطي كل الصعاب ولا شيْ غيره.