من الثابت ان الافعال الحسنة تؤدي لاحترام من يقوم بها وهذا الاحترام واجب علينا كبشر ذلك حتى تقوم للأخلاق قائمة بين أفراد المجتمع ككل لان هذا المجتمع اذا ما فقد الاحترام بين افراده فكيف يتسنى ان تسير دفته الى الاقوم والافضل فالاخلاق تنبع وتصدر من الضمير الفردي الخاضع لتأثيرات ذاتية محضه بجانب أنه صورة من العقل الانساني من هذا نعرف ان المجتمع يقدم بذلك مضمون تلك القواعد الخلقية. وأننا نرى من واقع هذه الحقيقة ان صفة الاحترام لهذه القواعد واجبة وملزمة وينبغي أن يتقيد بها الجميع لانها تفرض علينا واجبا مقدسا نكون جميعا ملتزمين بمبادئه.. ولاشك ان هذا الالتزام ناشئ عن الطبيعة الاجتماعية وحدها لأنه دعامة من الدعامات التي ترتكز عليها حريات وتصرفات الافراد جميعهم. لذلك فقد نتساءل عن هذا الواجب نفسه.. او لسنا نلاحظ من تجاربنا لمعرفة هذا الواجب انه مشروع بالنسبة لأوامر الاخلاق بين فرد وآخر.. أو يخيل للبعض انه قد يكون مجرد وهم.. لذلك فإن مشكلة الكثيرين منا أنهم لا يريدون أن يعرفوا واجباتهم الانسانية تجاه الآخرين بل قل انهم لم يستطيعوا ان يتفهموا تلك الواجبات الانسانية التي تفرضها عليهم اخلاقياتهم تجاه بعضهم البعض ومهما يكن الأمر فإن الشعور بالواجب بين فرد وآخر يحتم عليه أن يكون ذا خلق رفيع وأن يتسامى عن الاشياء الدنيئة التي لا تليق بصفة الانسانية وعلى الانسان ان يكون متشدداً او متزمتاً لان هذا يتنافى مع الواجبات الانسانية اي لا يكون التشدد والتزمت في غير موضعه الاساسي الذي يجب ان يكون فيه خاصة تجاه غيره سواء كان قريباً له أو لا يمت له بصلة. بيد أنه لعمري أن الانسان بمعنى الكلمة هو الذي يترفع ويعلو بمقدرة وقوة عن الامور المشينة التي تلحق به عاراً يلازمه ويظل يؤرقه مع مرور الزمن طبقاً للمثل الاجتماعي (كما تدين تدان) ولا شك ان الانسان اذا ترفع عن هذه الاعمال غير اللائقة كونه انساناً لابد وأن يتجه الى عالم الفضيلة والتآلف والمحبة والتآخي وما الى ذلك من الصفات الانسانية الحميدة المحبوبة التي امر بها الاسلام ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.