* لا يحتاج الإنسان إلى جهد خارق ليكتشف أنانية شخص يعرفه عن قرب ذلك أن تصرفات هذا الشخص الأناني تبدو واضحة إذا أمعن الانسان النظر إليها وخاصة عندما يتحدث عن نفسه..! وكثيرون ينفون عن أنفسهم (الأنانية) على أساس أنها مرض اجتماعي غير مستحب.. وقليلون يعترفون بها على أساس أنها تقيهم من هجمات الآخرين عليهم.. والذين ينفون عن أنفسهم الأنانية غالباً ما يكونون نجوماً يتحلون بها فتظر أنانيتهم في كل تصرف يقدمون عليه، وفي كل عمل يقومون به بينما تحاول ألسنتهم نفي ذلك عنهم. والذين يعترفون بأنانيتهم قلة، وهم يبدون هذا النوع من الشجاعة على أساس أن (المجتمع أناني).. وإرتباطهم بالأنانية يحميهم من هذا المرض. ويقال في معرض الحديث عن نبذ الأنانية (جرب أن تعيش لغيرك ساعة واحدة، ويكفيك أنت الثلاثة والعشرون ساعة الباقية). وإذا كان في مقدور الإنسان - حسب هذه القاعدة - أن يعيش 23 ساعة لنفسه فإن الساعة الباقية لن يتركها لغيره، بل إنه سيحرص على أن يضيفها لبقية الساعات ال 23 لتكتمل ال 24 ساعة من الأنانية التي يعيشها لنفسه، ولو كانت هناك ساعات إضافية أخرى لسعى خلفها لتكون من نصيبه الشخصي، ولحسابه الشخصي، وهو حتماً لا يشبع، ولا يرضى بكل الأوقات التي يعيشها لنفسه، ويعيشها لحسابه، ويعيشها لأنانيته المطلقة، وأنانيته المفرطة (التي هي في حقيقة الأمر مرض اجتماعي). يقول طاغور: - لماذا انطفأ المصباح.. ؟ لقد أحطته بردائي، ليكون لأجعله في مأمن من الريح .. لهذا فقد انطفأ المصباح .. - لماذا ذبلت الوردة..؟ لقد ضممتها إلى صدري في لهفة وقلق، لهذا ذبلت الوردة.. - لماذا جف النهر.. ؟ لقد أقمت حياله سداً ليخدمني أنا وحدي ،لهذا جف النهر . شكراً لمن يوازنون بين أنانيتهم، ووجود الآخرين معهم.. وشكراً لمن يعرفون حدود أنانيتهم، وقيمة الآخرين حولهم.. وشكراً لكل الأنانيين الذين يشعروننا بظلم الحياة تارة، وعدلها تارة أخرى..!