الرجال العظماء يبقى تأريخهم وذكرياتهم متوارثة وتلقاهم حديث المجالس . عن معاينهم وسموهم وكرمهم ، وجدهم وحبهم للمواقف ونجاحهم في قضايا اجتماعية بالحكمة والرأي الرشيد .سقف هذه المقدمة عن الراحل العظيم تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه وأثابه اجر ماقدمه في حياته من مواقف انسانية عظيمة. وجعل ذلك في ميزان حسناته لهذا الانسان العظيم ذكرى عطره. اذكر مرة في سنوات مضت زرته في مجلسه في بيت الشعر في حي قروي بالطائف وعندما رآني لأول مرة حياني قائلا أهلاً بأبن جهينة. تفضل وأجلسني بجانبه لازلت اذكر هذا الموقف الكريم من الرجل الكريم .. وأخذ يتحدث عن تاريخ قبيلة جهينه وسرني حديث ذلك الفارس العظيم عن القبيلة وقبل اشهر اتصل بي احد الاخوان الاعزاء وهو يعرف مدي حبي وتقديري لهذه الاسرة الكريمة مشيراً لي بالاطلاع على الزميلة الرياض بتاريخ الحادي والعشرين من هذا الشهر في زاوية أماكن في الذاكرة .. وليتهم غيرو هذا العنوان" بعظماء في الذاكرة" عادت بي الذكريات وأنا ارى صورة الرجل العظيم وهو ينصب في صدر المجلس يحس ضيوفه يترقب قدومهم للغداء أو العشاء . نعم أنه الكرم في اسمى معانيه يوصي ابنائه بالاهتمام بالضيوف يشفع شفاعه الخير وقد نجح بفضل من الله . وتقديراً من الجميع لسمعته نجح في كثير في العفو عن العشرات في ساحة القصاص. اننا عندما نتحدث عن انسان عظيم كالامير محمد الاحمد السديري إننا نتحدث عن تاريخ رجال وفي الحديث عن تاريخ العظماء قدوه ودروس يستفاد منها .وقد احسن اخي العزيز سعود المطيري في حديثه عن الامير السديري في الجريدة آنفة الذكر عن اهتمامه رحمه الله بالحياة الفطرية استشعارا منه بأهمية الحفاظ عليها حتى ان ابنائه قد تنازلوا عن مزرعتهم الخاصة بالغزلان التي تزيد مساحتها على ثمانية ملايين مترمربع للهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية تنفيذاً لرغبة والدهم وتم تسميتها باسم مركز الامير محمد السديري. ويؤكد ابنه العميد تركي بن محمد الاحمد السديري ان عدد الغزلان يزيد على 700 غزال وهذا العدد ربما في العالم من حيث نوعية الغزلان. محمد الاحمد السديري شاعر الحكمة والبطولة الرجل العظيم الكريم رجل الدولة الذي تولى العديد من المسؤوليات القيادية أميراً في عدد من المناطق وقائلاً لأحدى فرق الجهاد في فلسطين ومفاوضا محنكاً في كثير من القضايا المصيرية للبلاد هو ايضا صاحب الملاحم الشعرية الذي تتوافق أقواله مع افعاله. هو الذي قال في قصيدته المعروفة التي لا تزال على ألسنة كثير من الناس التي من ضمنها هذه الأبيات: لا خاب ظني بالرفيق الموالى مالي مشاريه على نايد الناس لعل قصر مايجي له اظلالي ينهد من عالي مبانيه للساس لاصار ماهو مدخل للرجالى وملجأ لمن هو يشكى الضيم والبأس يقول الزميل المطيري مشيراً للأمير محمد الأحمد السديري: كان هو الرفيق الذي لا يخب الظن، والقصر الحصين الذي يستظل به كل محتاج أو ملهوف حتى صارت الخفيات وهي مزرعة المرحوم السديري مقصدا وملتقى وصفه "الحميدي بن شديد الوهيبي" احد رجاله الذين لايزالون يعملون مع ابنائه وهو يستعيد ذكرى الانسان العظيم مجلسه رحمه الله لا يخلو من الرجال من كل الجنسيات العربية أصحاب الحاجات والشعراء والادباء وسفراء الدول والدبلوماسيين وشيوخ القبائل مضيفاً ان مركز شرى العامر الآن بالسكان والخدمات الذي كان سابقاً مورداً وأصبح اليوم "مخطط السديري" تسكنه حالياً مئات الاسر بعد ان اكتملت فيه أغلب الخدمات كان الامير محمد الاحمد السديري رحمه الله مختلفا في كل مراحل حياته الشهامة والمروءة والكرم على محياه حتى وهو يحتضر على فراش المرض عندما قال مخاطباً صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز حفظه الله عند زيارته له: سلطان شفت الموت مره ومره والثالثة يا أمير كشر نيابه مابيه لكنه بلاني بشره زود على خيله يجمع ركابه لو ظهر لي في صحاصيح بره نذر علي إني لبين صوابه يطيب الحديث عن مجالس الرجال التي احرص على حضورها كلما تواجدت في مدينة الرياض والمجالس الثقافية والاجتماعية تحقق للانسان فكراً وثقافة وعلماً . وهنا اقدر لكل من اصحاب المعالي الاستاذ تركي بن خالد السديري والاستاذ فهد بن خالد السديري والاستاذ سعد الناصر السديري المحافظين على هذه العادة السامية فمجالسهم عامرة بالمثقفين والعلماء في مختلف التخصصات فشكراً لهم متمنياً لهم دوام الصحة والسعادة.