* في يوم الاربعاء 26/ 11/ 1431ه انتقل الى رحمة الله تعالى سعادة الرائد الاستاذ عبدالغني محمد قستي، ودفن في مقابر المعلاة في العاصمة المقدسة، وقد بدأ العمل الصحفي منذ بداياته في هذه الصحيفة في عهد الاستاذ حسن قزاز، والاستاذ عبدالله عريف - رحمهما الله - ثم تدرج فيها الى ان شغل منصب نائب رئيس تحريرها في عهد الاستاذ عبدالمجيد شبكشي رحمه الله. * تعرفت على الاستاذ القستي في الثمانينيات الهجرية عندما كنت ازور الاستاذ امين ساعاتي الذي كان مسؤولاً عن الصفحة الرياضية في هذه الصحيفة وذلك في عمارة باخشب بجدة عندما كنت اراسلها رياضياً من العاصمة المقدسة، ثم بعد ان اشرفت على زاوية اسبوعين فيها، فتعلمت منه الكثير. * توطدت علاقتي بأستاذنا القستي عندما سافرنا سوياً عندما كنت مديرا لمكتب جريدة المدينة في العاصمة المقدسة في أواخر التسعينيات الهجرية مع وفد من المسؤولين في مدينة جدة الى جاكرتا في اول رحلة للخطوط الاندونيسية (جارودا) من جدة الى جاكرتا عن طريق (بومباي) بدعوة كريمة من (جارودا) فعرفته عن قرب، فكان رجلاً عظيماً يمتاز بحسن الخلق والتواضع الجم، فكان خير الرفيق والصديق والزميل والاستاذ والمربي في هذه الرحلة التي زرنا فيها مدينة (جكجاكرتا) مدينة صناعة وصباغة الملابس الاندونيسية التقليدية (الباتيك) والذهب، ثم جزيرة (بالي) وكان بالنسبة لي كالأب الذي يوجهني لما فيه مصلحتي وخيري. * كان - رحمة الله عليه - موجهاً وداعماً للصحافيين الشباب امثالي، وكان لا يعرف الغضب عندما يخطئ من يعمل معه في الصحيفة، بل يحاول تعليم من يخطئ بأدب جم وهدوء لا مثيل له، فلقد كان استاذنا القستي - رحمة الله عليه - رجلاً متميزاً في عمله وخلقه وتواضعه وحبه لارشاد الشباب من الجيل الجديد في ايامه. * رحل الى الدار الآخرة بهدوء يماثل هدوءه في عمله وحياته تاركاً خلفه السيرة العطرة والانطباعات الصادقة من كل من عمل معه او عرفه من قريب او بعيد، ويدين له بالفضل الكثير من الصحفيين، ادعو الله العلي القدير أن يرحمه ويتغمده بواسع رحمته ولاسرته ولابنائه وذويه وتلامذته العزاء واسأل الله له الجنة.