قال محمد بن علي بن الحسن بن شقيق : سمعت أبي يقول : كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو ، فيقولون : نصحبك ، فيقول: هاتوا نفقاتكم ، فيأخذ نفقاتهم فيجعلها في صندوق ويُقفل عليها ، ثم يكتري له ويخرجهم من مرو إلى بغداد ، فلا يزال يُنفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام و أطيب الحلوى ، ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي و أكمل مُروءة ، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول لكل واحد : ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طُرفها ؟ فيقول : كذا وكذا فيشتري لهم ، ثم يخرجهم إلى مكة فإذا قضوا حجهم قال لكل واحد منهم : ما أمرك عيالُك أن تشتري لهم من متاع مكة ؟ فيقول : كذا وكذا ، فيشتري لهم ، ثم يُخرجهم من مكة، فلا يزال يُنفق عليهم إلى أن يصيروا إلى مرو ، فيجصص بيوتهم و أبوابهم ، فإذا كان بعد ثلاثة أيام عمل لهم وليمة و كساهم، فإذا أكلوا وسرّوا دعا بالصندوق ، ففتحه ودفع إلى كل رجل منهم صُرته عليها اسمه ). ونحن لا نريد من حملات الحج أن تفعل مع الحجاج مثل ابن المبارك فنحن نعذرهم في عدم استطاعتهم القيام بذلك . لكن نريد منهم كما قال الكاتب ((ولاس واتلز))المتوفى سنة (1911):وإذا رأيت أنك تبيع شخصاً ما أي شيء لا يضيف المزيد إلى حياته أكثر مما يعطيه لك في المقابل ،فيجدر بك حينئذ أن تتوقف عن ذلك. ويقول أيضاً:(أعط كل شخص قيمة فعلية أكثر مما تأخذه منه بالقيمة النقدية ). وبناء على ما سبق فهذه بعض المعايير التي نود أن تهتم بها حملات الحج: 1- النظر إلى التعامل مع الحجاج على أساس أنه تقديم خدمة وليس تعاملاً تجارياً. 2- الحرص على جودة الخدمة وأن تكون متناسبة مع سعر الحملة. 3- الحرص على إفادة الحجاج وسلامتهم وذلك من خلال تأمين وسائل السلامة المتكاملة داخل المخيم وفي وسائل النقل وفي غير ذلك من المواطن. 4- التنسيق مع الجهات الحكومية المختصة مما يؤدي إلى توافق وانسجام في الخدمات المؤداة. 5- الحذر من مضايقة الحجاج وظلمهم ؛فإن هذا من أقبح الظلم فقد اجتمع فيه مع ظلم الحجاج ظلمهم في بلد حرام وشهر حرام وأيام عظام. 6- شكر الله والثناء عليه على أن يسر لهم العمل في خدمة الحجاج. والله أعلى وأعلم. [email protected]