الثقة اهم العوامل التي يقوم عليها التعامل، ويأتي المعلمون في مقدمة المؤتمنين على النشء، ليس فقط من اجل تعليمهم ولكن ايضا لتربيتهم، وليروا فيهم القدوة في السلوك والقيم والأخلاق الحسنة، لذلك وجب الحرص في المحافظة على أن تبقى صورة المعلم امام طلابه نقية ناصعة، لتكون مؤثرة في نفوسهم مقنعة لإدراكهم، ولا اقل من ان تظهر على حقيقتها دون ان يساق اليها ما يشوش صفاءها او يغير معالمها. يتكرر أن تنشر الصحف عناوين لأخبار تصف ما يحدث احيانا من تصرفات، من بعض مديري مدارس ومعلمين، اما فيما بينهم او مع طلابهم، ويتوسع المحررون في وصف ما حدث وتفاصيل ما تم من اجراءات الى الحد الذي يخرجها عن كونها خبرا ويجعلها اقرب الى التشهير، والذي قد يراه البعض انه احد مهام الصحافة في الاصلاح، إلا ان هذا التبرير ان صح في حالات اخرى فإن اضراره في هذه الحالة اكثر من نفعه. المعلمون يخطئون كغيرهم من البشر، إلا أن نسبة من يرتكب منهم هذا الخطأ تظل ضئيلة وتوسع الصحف في نشره له وقع ضار على نفوس ومعنويات الأغلبية الصالحة منهم، وايضا يخلخل ثقة الطلاب او فقدانها في معلميهم وهو ما يصعب اصلاحه كما انها تشجع الطلاب المتحفزين اصلا للاعتداء على معلميهم مثل اولئك العشرة الذين اعتدوا على مدير المدرسة بالسكاكين، أو ذلك الخال الذي اعتدى عليه بالضرب. ليس المقصود التجاوز عن اخطاء المعلمين، ولا عن علاجها أو عقوبة مرتكبيها، ولكن المقصود الحد من العناوين الصارخة عنها في الصحف وسرد تفاصيلها، كي لا تصبح حديثاً يتبادل في المجالس، وحدثا يتناقله الطلاب، وكما قيل قبل حوالي خمس سنوات، فانه من الممكن تحقيق العبرة بإيصال تفاصيل هذه الحوادث الى كافة المعلمين وهم المستهدفون دون غيرهم، بالطرق المتبعة دون اشهار، وهنا يتحقق الهدف دونما اخلال بالأهداف الأخرى.