بعد موسم سياحي ناجح شهد الطائف المأنوس موسماً ثقافياً رائعاً تمل في سوق عكاظ الرابع والذي افتتحه راعيه وداعمه صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير المنطقة رئيس اللجنة الاشرافية العليا لهذا السوق الأصيل العريق اسماً ومكانة وتاريخاً يضرب بجذوره في أعماق تاريخ الشعر العربي، وما يحظى به هذا المحفل والتظاهرة من دعم كريم من القيادة حفظها الله، أن هذه التظاهرة تكتسب اهمية كبيرة، يعكسها الحضور العربي من الرموز الثقافية والشعرية السعودية والعربية نقاداً وكتاباً وإعلاميين، وقد عبروا جميعاً من خلال مشاركاتهم وانطباعاتهم عن أهمية سوق عكاظ ودوره كبوتقة وملتقى للشعر والشعراء خاصة والفكر بشكل عام، في عصر قال عنه الأمير خالد إنه يتسم بالسرعة الفكرية والثقافية والتقنية والصناعية. إن احياء سوق عكاظ في نسخته الجديدة وفي نفس الموقع انما يعيد احياء تاريخ طويل للشعر العربي وما كان يشهده السوق كملتقى تاريخي في قديم الزمان قبل العصر الاسلامي وقت ان كان الشعر ديوان العرب وذاكرتهم والمؤرخ الاسلامي وقت ان كان الشعر ديوان العرب وذاكرتهم والمؤرخ الاول لحضارتهم وقوة لغتهم وما يعكسه الشعر القديم من فكر واسلوب وعلاقات الحياة والتقاليد الاجتماعية وسمات وفكر ومبادرة وعزيمة خالد الفيصل امير الفكر وعاشق الشعر والابداع والمبدع فكرا وادارة، ليتواصل حاضر سوق عكاظ مع عكاظ كتظاهرة وطنية تسهم في الحراك الثقافي على مستوى الامة والذاكرة التي ستؤرخ لقادم الاجيال ومن ارضية راسخة عن قيمة الابداع وقيم الحوافر والتلاقي. وسوق عكاظ وهو في محطته الرابعة يؤكد دوره الذي ارتبط به ويعد اضافة جديدة للدور الحضاري لبلادنا في تأصيل الفكر والثقافة والحوار وتفعيل الحراك، في الوقت الذي يتعاظم فيه مهرجان الجنادرية عالمياً، فسوق عكاظ رافد آخر لعطاءات هذا الوطن وهو كما قال الامير خالد الفيصل ليس تكراراً للجنادرية التي طبعت بصمة قوية ومؤثرة في الساحة الفكرية والثقافية عن قدرة وجدارة واستراتيجية ذات ابعاد عربية وعالمية كملتقى عظيم له خصوصية في اهدافه ودوره باعتباره بوتقة للفكر الحضاري بين الامم من خلال ما يشهده مهرجان الجنادرية من حضور عالمي مما يسهم في اثراء الفكر الانساني والتلاقي الحضاري في مناخ رحب يعكس رسالة مملكة الخير والحوار بقيادة ملك الانسانية ورائد الحوار الحضاري العالمي انطلاقا من قوله تعالى: "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم". إنني بكل صراحة كنت اتمنى حضور افتتاح سوق عكاظ وفعالياته الفنية بالفكر والحوار والتجارب الشعرية الرائعة من رموز كبيرة سعودية وعربية لولا ظروفي الصحية التي باتت تحرمني من مناسبات عامة عديدة وتفرض علي الراحة أكثر من الحركة والنشاط، ومع ذلك حرصت على متابعة انشطة السوق، وما أثلح صدورنا ما اكد عليه الامير الجليل ضمن رؤيته لهذا الوطن وفعالياته وانسان هذا الكيان بقوله "إن الاخلاقيات هي استراتيجية الاسلام ونحن جميعا مسلمون والاخلاقيات يجب ان تكون استراتيجيتنا كلنا في هذا السوق، والاخلاق والقيم هي أهم شيء عندنا لكي نكون مسلمين على أكمل وجه" فلا فض فوك أبا فيصل وهذا ليس بمستغرب من ابي فيصل ومن نشأ في مدرسة الفيصل رحمه الله وجزاه عن الاسلام والوطن كل خير. إن سوق عكاظ بهذا الطموح والنشاط على ارض الواقع يحمل اهدافا طالما افتقدناها وهي دوره تجاه الشباب وتجاه الحاضر والمستقبل وليس الماضي فقط، وهو ما اكد عليه سمو الامير خالد الفيصل، والجميل فعلاً انه يدار وفق المعايير أنه سيشهد مرحلة استراتيجية لتطويره مكاناً وامكانات بما يناسب دوره الحضاري على ارض الطائف العزيز على امير المنطقة وعلينا جميعا، ولذلك نتفاءل ببصمة سوق عكاظ على الابداع الوطني والعربي وتجاه الشباب والتراث ومعارض للكتاب، نتمنى كل التوفيق لهذه التظاهرة العظيمة. حكمة: اربعة تؤدي الى اربعة: الصمت الى السلامة والبر الى الكرامة والجود الى السيادة والشكر الى الزيادة. للتواصل 6930973