كنت قد كتبتُ لكم قصة صديقتي التي كانت تطلب الحرية مع زوجها وفي نفس اليوم الذي نُشر فيه الموضوع ، أرسلت لها رسالة، وطلبت منها أن تقرأه لأنه يخصها ردت على رسالتي بهذه الكلمات التي أضعها أمامكم دون أي تغيير فيها « إن المرأة التي تحدثتِ عنها قد تغيرت، وتغيرت نظرتها للأمور، ووضعت قلبها في صندوق وأغلقته، وبدأت لأول مرة في حياتها تفكر بعقلها، وبدلاً من أن تطالب بحريتها معه، والتي أبى أن يعطيها إياها، بحثت عنها داخلها، فوجدتها وكأنها كانت تنتظرها منذ أبد لتخرجها، ولكنها حرية تختلف عن حرية النساء اليوم هي حرية الأمن والسلام، والطمأنينة، حرية الكلمة والرأي الذي لا يهاب الآخرين حرية التصالح مع النفس، حرية من نوع آخر» . تلك هي كلماتها والتي جعلتني أتسائل بيني وبين نفسي: هل بالفعل كانت تحلم بالحرية معه؟أم بمفردها؟ وهل العقل يوصلنا إلى لغي عواطفنا، والإنسلاخ عن أمومتنا بعد مرور سنوات طويلة؟ وهل هناك طمأنينة لأم عندما تترك أبناءها وما زال البعض منهم في حاجة إليها خاصة أنهم يعيشون مع والدهم؟ ولماذا لم تكتشف فقدها للأمان والسلام منذ البداية، وليس بعد مرور ثلاثة وعشرين عاماً من الزواج؟ وهل تحتاج حرية الكلمة والرأي لإنفصال المرأة عن زوجها؟ وما دخل الرجل في مصالحة المرأة مع نفسها؟ تساؤلات كثيرة تدور في رأسي، قد أجد أجوبة لها يوماً ما وأطلعكم عليها، إلا أني رغم كل تلك التساؤلات والتناقضات خرجتُ بقناعة تقول: لا تصدق كل ما يقوله اللسان، ولا تخدعكَ المظاهر والألوان. [email protected]