أكدت أستاذ مساعد في كلية التربية تخصص تفسير وعلوم قرآن، ورئيسة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد ودعوى الجاليات، الدكتورة سناء عابد ل «الحياة»، أن أهل الزوج لا يعدون نقمة أو نعمة إلا بحسب أفكار الشخص نفسه، إذ إن وجود الأسر بحد ذاته نعمة، لكن قبل أن نحولهم إلى نقمة نرى أفكارنا ماذا تحمل تجاههم، وقالت: «إن الأفكار القديمة متوارثة عن العداوة لأهل الزوج ولابد من تغييرها، لأن الإنسان عبارة عن أفكار وأحاسيس وسلوك، فإذا تغيرت أفكاره تغير سلوكه، إذ اعتقدت كل فتاة قبل الزواج أنها تنتقل من بيت أهلها إلى بيت أهلها أيضاً وتهيأت نفسياً لذلك وأحسنت التعامل والصواب معهم فستجد ردود فعل إيجابية بإذن الله». وأضافت: «من ناحية أخرى فإن علاقة المرأة بأهل زوجها هي كسب لزوجها نفسه، والعلاقة الطيبة مع أهل الزوج ليست كسباً لزوج فقط، بل هي كسب للأولاد وكسب لصلة الرحم التي سيسألنا الله سبحانه وتعالى عنها، وأن الأصل أن نحسن النية في التعامل مع الآخرين، وان يكون تعاملنا مع أهل الزوج طيباً، ويجب علينا التعامل الطيب معهم، لأننا أمام علاقة سنكون مسؤولين عنها أمام الله، فتنقلب النقمة لتصبح نعمة ان شاء الله». وأوضحت: « أن من يشتكي ويقول لم يرَ ثمار الطيب وحسن المعاملة ولا فائدة من الطيب مع أهل الزوج، لابد أنهم اتبعوا الأسلوب نفسه ويوجد خلل، لأن الله في القرآن الكريم قال (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، فإذا لم يتحقق الهدف فهذا معناه وجود خلل في عملي أنا ولابد من الرجوع إلى نفسي وأحاسبها، فقد يكون هناك أشياء تصدر مني تثيرهم وتضايقهم، إن العبرة ليس بما اعمله ولكن بما يُفهم عني، والنظر إلى ثقافة الناس الذين أتعامل معهم». واتفق معها في الرأي مستشار البرامج السلوكية ورئيس الخدمة الاجتماعية في مستشفى حراء العام في مكةالمكرمة، إذ قال ل «الحياة»: «اربطها إلى محور الأسرة ونحن نمر بمرحلة خطرة جداً من التدهور في النمط الأسري، ما نرتقي إلى معنى كلمة أسرة، وبالتالي لو نظرنا من ذلك الباب لوجدنا أجوبة للكثير من التساؤلات بلا شك، الكثير يقول لا ننظر من هذا الباب، ولكن نحن نقول دائماً إن الأسرة أو البيت هو أول مكان يتعلم من خلاله الفرد العادات والتقاليد والقيم والأخلاق والقدوة والسلوكيات وما إلى ذلك، فإذا كانت الأسرة من هذا النمط ففي الغالب تجد أهل الزوج يكونون نعمة لأنهم من النوعية التي تقدس الحياة الزوجية والرباط الأسري ويعرفون ماذا تعني صلة الرحم، أما إذا كانت من الأسر التي، مع الأسف، أطلق عليها مجازاً «التحلل الأسري»، وهي الأسر التي بدأت تتحلل من النمط المعهود والمتعارف عليه، الشاهد ما نلاقيه الآن، هل الأسر تجتمع مع بعضها البعض كما كان في السابق؟ وهل الأسرة تهتم بالأطفال والمراهقين؟ وهل الأب والأم يتابعان أبناءهما في المدارس كما كان أيضاً في السابق؟ كل هذه الأمور أفرزت لنا مشكلات كثيرة وجديدة على مجتمعنا». وأضاف: «حتى في وقت اختيار الزوج كنا في السابق حريصين على أهمية السؤال عن الرجل وأخلاقه ومحيطه العائلي، أما الآن أصبحنا لا نهتم إلا بالوضع المادي لتصبح الحياة مادية بحتة، فلا نستغرب إذا تحول أهل الزوج من نعمة إلى نقمة، وارتفع معدل الطلاق عما كان في السابق، لذا علينا أن نعود للأصل وهو صلب الموضوع وهي الأسرة التي تربي الإنسان على الخلق وكيف يكون الفكر». وفي المقابل قالت ام عبدالله: «إن والدة زوجها تفتقد إلى الرحمة والإنسانية، إذ لا تتوانى عن إثارة المشكلات بينها وبين زوجها حتى في يوم العيد الذي لا تغيب شمسه إلا وأنا ابكي ألم الظلم ومرارة الصبر، على رغم أني أحاول جاهدة تجنب المشكلات حتى لا يضيق زوجي، ولا اعتقد أن أهل الزوج نعمة، إلا إذا صبرنا واحتسبنا الأجر». أما ميساء فقالت: «أنا لم أتزوج، ولكني لا أنسى كيف كانت والدتي تعاني من الظلم والقهر، إذ دموعها لا تفارق مخيلتي، حتى أدركت أن أهل الزوج نقمة ويستحيل أن يكونوا نعمة». ومن جهتها قالت هبا شكر ل«الحياة»: «تجمعها علاقة طيبة مع أهل زوجها، خصوصاً والدة زوجها، التي لا تكف عن الاطمئنان عليها وعلى أطفالها، ومن الظلم أن أقول نقمة بل هي نعمة من نعم الله الكثيرة علينا التي جعلتني أنعم بوالدة ثانية لي تحبني وتخاف علي، «وفي هذا السياق نفسه ذكرت ام عبدالرحمن، وهي سيدة خمسينية قصة ل «الحياة»، إذ قالت: «كنا نجلس في ما مضى مع صديقة لنا اسمها ام عبدالله، زوجت ابنها وابنتها في اليوم نفسه ومرت الأيام وحين اجتمعنا سألناها عن حالهم، فقالت: ابنتي تزوجت ابن حلال لا يكف عن تدليلها والسؤال عنها وطلب راحتها حتى انه استقدم لها خادمة، أما ابني المسكين فلم يوفق بزوجة صالحة «إذ لا تكف عن طلب الخروج والفسح والدلال وعدم مراعاة شعوره، حتى لم تتحمل مسؤولية منزله، إذ تطالبه بخادمة.