كلنا يعلم أن اشد صراع يواجهه الإنسان فى الحياة هو صراع الأوطان وصراع الأوطان عندما ساد بداية من حياة العشائر ثم القبائل حتى تطور إلى الدول وفق تدريجات بدأت من شراء الممتلكات بين المواطنين الذين كانوا لا يلقون بالاً لأخطارها المستقبلية ولا نريد أن نضرب أمثالا لأن هذه القضايا وغيرها تركت للزمن حتى دولت على المستوى الخاص والعام وأيضا تلك التى تدرجت من هذا البلاء حتى أصبحت نزاعا مسلحا بين الدول وخاصة تلك المتجاورة ولا أقول إن الوطنية كانت منعدمة فى تلك الشعوب وحسب بل الوعي بتلك الأخطار كان مغيبا ولا نشك فى أن اليد الطولى فيها كانت للاستعمار قبل العصور الذهبية التى جاءت وقد شربت الأرض ماءها لكن المؤسف حقا أننا بعد تلك المسرحية الاستعمارية التى تراءت لنا بأنها انتهت لازلنا كأمة عربية وإسلامية نعاني منها وينازع بعضنا البعض الآخر فى الزحف والتعدي على الأوطان وفوق هذا البلاء المستشرىء نلجأ إلى خصمنا المستعمر فى فض النزاع بيننا الذى احكم اللعبة وجعل سرقاته وكذبه علينا تحت غطاء دولي سماه الشرعية الدولية فأين أرباب العقول من هذا والأمتان العربية والإسلامية مليئة بهم ألا يخجلون من تحكيم الذئاب على شياههم. قد لا اشغل بالكم أيها السادة بهذه المقدمة التى لا مفر منها لأن الذكرى تنفع المؤمنين ولأن الأمة الإسلامية كالجسد الواحد إن تداعى فيه عضو تداعت له بقية الأعضاء بالسهر والحمى هكذا علمنا الإسلام لنكون دعاة خير ومحبة وسلام ووجه التشابه هنا فيما اشرنا إليه سابقا وموضوعنا الذى نلملم خيوطه حتى لا يتسع فيمالا يفيد ومما لاشك فيه أن حدث اليوم الوطني هو حدث عظيم ونعمة كبيرة منَّ الله بها علينا على يدي مؤسس هذه الدولة العملاقة عبدا لعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وعطر قبره وجعله إن شاء الله يلاقى ربه فى خير حال ويكفيه دعاء الملايين من الناس ليس من أبناء وطنه فحسب بل الأمة الإسلامية جمعاء بل والعالم اجمع لما قدمه من جهاد وتضحيات ظهر جلها على ايدى أبنائه من بعده الذين هداهم الله والتمسوا نهجه الذى هو نهج القرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع السلف الصالح فهنيئا لنا جميعا وهى قولة خارجي لا يعرف ديننا ولا وطننا إلا عبر زيارة خاطفة لمدينتي جدة والرياض لساعات معدودة فما بالكم لو مكث لأيام هذه وغيرها من الحقائق اعترف أنا واكبر منى بمراحل كثيرة فى علم التاريخ الانسانى بأننا لن نحيط بجميعها عبر مقال أو مقالين أو حتى الآلاف لكن قد تكون بعض العبارات الموجزة تنهج إلى التقارب وصدق من قال سددوا وقاربوا لأن اخذ القليل خير من ترك الكثير. فى هذه المناسبة التى ضايقنا فيها بعض الرعاع والمراهقين والسوقة وقبل التعرض لتفاصيلها اقر واعترف ككاتب يعشق الحرف النزيه والكلمة الصادقة أننا كشعب سعودي وأمة متلاحمة نعيش ازهى عصورنا وتلهج ألسنتنا وقلوبنا بالدعاء المتواصل وفى أوقات السحر أن لا يغير علينا أحوالنا التى فيها ومنها معاشنا وان يحفظ ولاة أمورنا القائمين عليها بتنفيذ ماجاء فى كتاب الله والسنة المطهرة حذو الفذة بالفذة. نعم هو وعد من الله أن لا يغير علينا إلا إذا نحن غيرنا ما بأنفسنا وانه سوف ينصرنا إن نحن ناصرناه واتبعنا أوامره واجتنبنا نواهيه من هذا المدخل سأروي ذاك الشغب الذى حصل من فئة محدودة من الشباب الصائع والمراهقين والأطفال الذين انجرفوا خلفهم ليسدوا الشوارع الرئيسية بسيارات لا أدرى من أين جاءوا بها مخالفين فى ذلك قواعد وقوانين المرور والذوق والتربية السليمة التى تربينا علينا نحن أفراد الأسر السعودية الكريمة وبهذه المناسبة أنا لا احمل هؤلاء مسؤولية ماحصل من مضايقات للعوائل وتكسير للسيارات وتعطيل اصحاب الحاجات والمرضى من الوصول إلى حاجاتهم ومشفاهم بل تتعلق المسؤولية بكاملها فى أعناق الأسر التى لم تحسن تربية أبنائها حتى جاء منهم هذا التصرف المشين ثم كل مسئول عن الأمن والتوجيه والتنظيم والتوعية وأطالب بترتيب أوراقهم لأنهم أصبحوا عبئا على مناصبهم. أما عن نفسي فقد اعتدت أن أكون بعيدا عن الشارع لأني اعرف أن القائمين عليه فى كل مناسبة يخفقون لأنهم لايخططون للحدث قبل وقوعه وإنهم وللأسف يقعون دوما فى ذات الأخطاء ويعلم الله أن الذى اخرجنى هي دعوة من صديق لي من الصغر دعاني لفرح ابنه وقد يكون هذا لأكشف ذاك القصور البالغ من الجهات المسئولة حيال تنظيم وترتيب الشوارع خاصة فى المناسبات وخرجت من دارى مبكرا من الساعة التاسعة مساء لألتقي بصديقي وأكون بجواره قبل بقية الحضور وإذا بنا نمسك طابورا من دوار شارع الملك عبدا لعزيز إلى أسواق الراشد عبر الدائري الثاني ثم نظرت إلى ساعتي وإذا بها تشير إلى الثانية عشرة مساء وأمام سوق الراشد حصلت المفاجأة بما كان لدى الصبية والمراهقين حجارة رشقونا بها حتى حطموا الزجاج وكادوا يصيبون السائق بضرر لولا أن من الله علينا وخرجنا من ذاك المأزق والأغرب من هذا انه لايوجد شرطي واحد أو جهة أمنية تراقب الوضع هناك ثم واصلنا السير إلى قصر الأفراح الذى يقع فى الشيرتون سابقا المرديان حاليا وفى شارع سلطانه تكرر نفس المشهد وعندما عدت إلى دارى قيل لي أن سيارات الشرطة تحركت فقلت فى نفسي بعد خراب مالطه.. فواتير السيارة موجودة والسيارة التى تعرضت للرشق بالحجارة موجودة ومن لايصدق يعاين. انى اعرض هذا الوضع على أنظار صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد هذا الشاب الذى أجده نشطا فى كل ميدان أن يحاسب المقصر فى اغتيال فرحتنا فى يومنا الذى نراه فخرا لنا جميعا وننتظره بشوق بالغ فى كل عام. المدينةالمنورة : ص.ب 2949 Madenah-monawara.com