دعونا نفلسف قضية لاتزال تؤثر فى وجهات النظر العالمي حول الأوطان وتنحصر فى تيارين احدهما المسيرة والآخر المظاهرات ولا يخوننا وصف الهمجية والتخلف للثانية وخاصة بعد النتائج السيئة التى تخلفها المظاهرات على الأوطان والشعوب أما المسيرة فهي قسمان من أهمها وانفعها للناس تلك الصامتة التى تبهرك بنتائجها الايجابية ومنافعها العديدة التى تعود بالخير العميم لشعوبها ولاشك أن الدولة السعودية بقيادة إبطالها الميامين وولاة أمرها أبناء عبدا لعزيز بن عبدا لرحمن آل سعود طيب الله ثراه وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله يتابعونها أولا بأول ولما لا . . أليست . . هي التى حض عليها الدين الحنيف وهناك قاعدة انتهجها صناع المجد تقول ñ القول قبل العمل مضيعة للوقت ومفسدة للمجهود والعمل قبل القول وفرة فى الإنتاج وصفاء للعقول والحديث عن المسيرة الصامتة يطول إلا أننا نحن اليوم نعيش فرحة وطننا الغالي يوم أن حلق فى سماء الفضيلة بقيادة أبو تركي الذى سنذكر جزءا يسيرا من جوانب شخصيته تلذذا بها وليعرفها من يجهلها مع أنى اعرف أن الكثير حفظها عن ظهر قلب . . . ولد عبدا لعزيز فى بيت الإمارة فى الرياض سنة 1293 ه وعهد به أبوه الإمام عبدا لرحمن إلى القاضي عبدا لله الخرجى من علماء الخرج يعلمه مبادئ القراءة والكتابة وحفظ سورا من القرآن الكريم ثم قرأ القرآن كاملا على الشيخ محمد بن مصيبيح ثم تلقى بعض أصول الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبدا لله بن عبدا للطيف فى كراسة أعدها خصيصا له وأحسن استعمال البندقية وركوب الخيل وهو فى سن الصبا وفاق اقرأنه نشاطا وذكاء واهتمام الملك عبدا لعزيز بالعقيدة الإسلامية وظهور دوره العظيم فى إحياء سننها الخالدة ومن أقواله رحمه الله فى الفروسية ( أنا عربي ومن خيار الأسر العربية ولست متطفلا على الرئاسة والملك وأن آبائي معروفون منذ القدم بالرئاسة والملك ولست ممن يتكئ على سواعد الغير فى النهوض والقيام وإنما اتكالي على الله ثم على سواعدنا يتكئ الآخرون ويستندون إن شاء الله عليها وهناك عدة عوامل ساعدت الملك عبدا لعزيز فى استعادة الوطن الغالي وتوحيده منها أن أهل نجد كانوا يتنازعون فيما بينهم الإمارة ففشلوا وذهبت ريحهم وضاع ملكهم ومن هنا طمع ابن الرشيد فى الحكم فاغتنم فرصة استنجاد آل مهنا فى بريده به فجاء إليهم ليبنى لنفسه السيادة واغتنم أيضا فرصة خلاف بين الإمام عبدا لله بن فيصل وأهل المجمعة فدخل المجمعة ثم اغتنم كذلك فرصة قيام أولاد سعود على عمهم عبدا لله ثم دخل ابن الرشيد الرياض واستولى عليها . . . وفى الحجاز انخدع الأشراف بالأعداء وأصبح الحجاز مرتعا خصبا للنهب والسلب وسفك الدماء وقطيعة الرحم حيث كان آنذاك السلطان العثماني يبارك الغالب دائما حتى مشوار الحج لم يسلم من تلك المشاكل حتى تحول إلى سلسلة من المشاق والمخاطر حتى كانت النتيجة لتلك الاضطرابات فتن مدلهمة وتمزيق واعتداء على الأموال والأعراض والدماء بغير حق ورغم كل تلك المشاكل وغيرها استطاع عبدا لعزيز بتوفيق من الله وإتباعا للنهج الاسلامى القويم أن يتغلب عليها كلها ويستعيد وطنه الغالي بل ويوحده حتى قبل وفاته يرحمه الله وضع له الأساسات الراسخة التى نراها اليوم والبنيان الحضاري يفخر بها إن المتابع للحضارة الأسطورية التى يتمتع بها الوطن السعودي يعجز فكره التحليلي فى حصرها لأن لكل نشاط فيها مداخل ومخارج لايعلم حدودها إلا الله فمن يصدق أن دولة هذا عمرها وهذه معطياتها فى زمن قد تبعثرت فيه الجهود هنا وهناك لكن التنمية الشاملة فى هذا البلد كانت تسير على سرعة فائقة وإتقان يقل نظيره حتى رأينا فى عام 1390ه ازدياد مداخيل المملكة العربية السعودية عند ذلك أمسكت المملكة بزمام الفرصة الذهبية وبدأت تنفيذ خططها التنموية الشاملة . وبناء على ذلك تم تنفيذ خمس خطط تنموية مدة كل خطة خمس سنوات واستطاعت المملكة بذلك تحقيق نهضة شاملة حديثه دخل التعليم والزراعة والصناعة والمواصلات والصحة مجالها من أوسع الأبواب حتى طرأت الزيادات المهولة فى وقت قصير لأعداد الطلبة والطالبات وزادت الاعتماد والنفقات المالية لذلك أضعاف الأضعاف وفى القطاع الزراعي وزعت الدولة أكثر من 1 , 500 , 000 من الاراضى البور على المزارعين والشركات الزراعية بعد شق وتمهيد الطريق الزراعية لتسيل النقل منها واليها وفى طور الصناعة والكهرباء اتخذت الصناعة فى المملكة العربية السعودية مسارين رئيسيين هما الصناعات التحويلية والصناعات الأساسية وفى المواصلات أصبحت المملكة العربية السعودية تتمتع بشبكة واسعة من الطرق الحديثة انتشرت كالشرايين فى جميع أنحاء المملكة كما امتلكة المملكة اكبر أسطول نقل جوى أما بالنسبة للنقل البحري فقد تم بناء العديد من الموانئ الحديثة على ساحلي المملكة الغربي والشرقي وأخيرا الرعاية الصحية قامت بمجهودها الضخم الذى بذلته الدولة فى هذا الجانب حتى أصبحت المملكة العربية السعودية تعد فى مصاف الدول المتقدمة فى هذا المجال وهناك قضايا عديدة برزت فيها الدولة السعودية كرائدة من روادها مثل تفوقها فى الرعاية الاجتماعية والرياضية والإعلامية والبحوث العلمية وعلوم الفضاء والمصارف الاستثمارية وبنوك التسليف وغير ذلك حماك الله يابلادنا الغالية وسدد على طريق الخير خطاك . . المدينةالمنورة : ص .ب 2949