لله در تلك القلوب المؤمنة.. ظلت تدعو الله تعالى وبشوق شديد أشهراً عديدة أن يبلغها الله رمضان.. وها هي الآن تعتصر ألماً ومرارة على قرب فراقه ورحيله ولا تدري هل قُبل صيامها وقيامها ومناجاتها أم لم تقبل؟ وهل سيعود عليها رمضان الخير؟. لقد انتصب سوق رمضان وعُرضت الجنان وغلقت النيران فهل من مشترٍ ؟ وهذه الحسنات كأمثال الجبال تثقل الميزان فهل من مشترٍ؟ ومن يشترى مغفرة الذنوب السالفة بصيام الجوارح عن الآثام وإحياء ليلة القدر وقيام ليالي رمضان؟ ومن يشترى شربة ورياً من الظمأ في ذلك اليوم العصيب؟ ومن يشترى جوار الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في دار سقفها عرش الرحمن؟ ومن يشترى جنة الفردوس والعتق من النيران؟ نسأل الله الكريم الحنان المنان أن يجود علينا بالقبول ولقاء رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة مع العفو والعافية وبلوغ الجنان. لقد قال صلى الله عليه وسلم (لو علمت أمتي ما في رمضان لتمنت العام كله رمضان) لما فيه من الخير والبركات وليلة القدر التي قال الله تعالى فيها إنها خير من إلف شهر لا أوحش الله منك يا شهر القرآن والطاعات ويا شهر التواصل والأرحام وقال عليه الصلاة والسلام "إن لله في أيام دهركم لنفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبداً". عزيزي القارئ: وقبل أن ينفض سوق رمضان أذكر نفسي وإياك بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم رمضان سوق قام ثم انفض ربح فيه من ربح.. وخسر فيه من خسر.. فإنني أدعو نفسي وإياك وجميع المسلمين لأن نلحق بالسوق ونستزيد فلا تزال هناك فسحة كبيرة ومجال واسع خصوصاً لمن تخلف وتأخر في بداية الشهر فلازالت هناك ليالٍ مشرقة وفيها ليلة القدر فالسعيد من أدركها.. ولا تنس فضل الله في آخر ليلة من رمضان فإنه يعتق فيها بقدر ما اعتق طيلة أيام شهر رمضان.. جعلنا الله تعالى وإياكم والمسلمين من عتقاء شهر رمضان وأعاده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة بالخير والبركات.. آمين.. وكل عام وأنتم بخير.. [email protected]