هكذا هم العظماء لا تظهرهم الأحداث فهم ظاهرون ؛لكنها تأتي لتؤكد للناس عظمتهم وتبين للجميع صدق إنسانيتهم ؛فتتوقف ساعة الزمن لتنقش على صفحات التأريخ إنجازاتهم ومواقفهم . عصر الألم قلب مليار إنسان وزيادة مما وقع للشعب المسلم الصديق النبيل شعب باكستان ،فقد تسببت الفيضانات بحسب ما أعلنته الأممالمتحدة في نكبة مباشرة لقرابة 17,2 مليون شخص . صمت العالم فالخطب كبير ؛لكن الملك الإنسان المسلم خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وسدد على طريق الخير خطاه لم يصمت ،بل سبقت فعاله كلماته ؛هنا أزمة عظيمة وحالة حرجة لا يحسن التعامل معها إلا العظماء ،فقد سارع وفقه الله لتقديم المساعدات المالية الضخمة وأمر بإنشاء مستشفيات ميدانية ثم توج هذه الجهود بإرسال فرق إنقاذية من الدفاع المدني وحرس الحدود للمشاركة الفعلية في عمليات الإنقاذ والإسعاف والإخلاء ،ومع هذا أيضاً فقد وجه الجهات المختصة بالقيام بحملة شعبية للمساهمة في مساعدة الشعب الباكستاني ،وقد رأى المسلمون هذه الحملة وأقر أعينهم ما وصلت إليه. وإني من خلال هذه المساحة أرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين على ما قدمتموهم وتقدمونه للمساهمة في معالجة مشاكل المسلمين في شتى أصقاع الأرض . شكراً ثم شكراً ياخادم الحرمين إنها نظرية الجسد الواحد التي قد لا يعرفها الكثير من المسلمين وللأسف والتي أخبر عنها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرناً حين قال: مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّّ ). نسأل الله أن يتقبل من خادم الحرمين ما قدمه ويجعله شاهداً له عند قيام الأشهاد وأن يرفع عن إخواننا في باكستان ما أصابهم وإن يجبر مصابهم إنه سبحانه جواد كريم. [email protected]