فهل استمرينا مع رمضان ونحن نقضي الشروق العاشر من أيام هذا الشهر الكريم وهل استطعنا أن نقيم أعمالنا فيما مضى من هذه الأيام العشرة وهي أيام الرحمة التي يرجو كل مسلم أن ينال منها نصيباً. نحن نعلم أن الراحمين في الأرض يرحمهم الله فهل رحم كبيرنا صغيرنا وغنينا فقيرنا وقوينا ضعيفنا وهل جعلنا من الرحمة سلوكاً بيننا نمارسه في يومنا فنستحق بذلك جائزة هذه الأيام العشرة وإن فعلنا ذلك فهل عقدنا العزم بإذن الله أن نواصل ونجعل من الرحمة هدفاً نحققه في رمضان وغير رمضان.. بقي من رمضان أيام في بعضها مغفرة من الله وعدنا بها ينشدها كل مسلم من رب العباد وفي آخرها عتق من النار جائزة كبرى لكل من ختم أيام هذه الشهر الكريم وقد صان نفسه من كل مايخدش أحكامه أو يخل بشروطه ووطد العزم أن يجعل التقوى خلقاً من أخلاقه وصفة يتحلى بها بقية أيامه فياليت كل من جرد نفسه من هواها في هذه الأيام المباركة وتقرب الى الله بأجل الأعمال الطيبة وعامل الناس معاملة مبنية على الدين والخلق والمحبة ان يستمر على خطاه ويسير على هذا النهج وأن لا يحصرها في أيام معدودة ويتنصل من هذه الصفات بقية الأيام. نسأل الله أن نستمر على أخلاق رمضان في رمضان وغيره ونجرد انفسنا من الأهواء وننشر المحبة في أوساطنا وفي بيتونا ونبني تعاملنا على حسن الخلق وأمانة الفعل . إن استمرارنا على أفعال رمضان منجاة لنا من الزيغ والميل وتأصيل لحياة أفضل خالية من الغش والخداع والتنافر فما يمنعنا من الاستمرارية للفوز بهذه الحياة والعيش في فضائها بدلاً من تقمصها أياماً قليلة ثم التخلي عنها في بقية الأيام غافلين عن فضائلها. اللهم سدد خطانا ووفقنا للعمل الصالح في دنيانا وديننا واجعلنا ممن شملتهم رحمتك وفزنا بمغفرتك وعتقت رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار بعفوك ورضوانك..