كان يجلس أمامي في هدوء، وراح يبعثر في بعض أوراق كان يحملها بين يديه، وبعد قليل ارتفع صوته ليسمعني بعض أبياته الشعرية في اللون المحبب إليه "الكسرى" بعد أن انتهى من تلك "الكسرات" التفت إلي قائلاً: لماذا أوقفتم صفحة الكسرة؟ قلت له هل تريدنا أن نعيدها؟ قال وقد بدا عليه الارتياح : نعم ..قلت له خلاص نترك لك اعدادها، والاشراف عليها بالشكل الذي تريد. لملم أوراقه ومد يده مودعاً ومضى من أمامي.. كان ذلك منذ شهر تقريباً ليفاجئني أول أمس الخبر المزعج وجود الشاعر فيصل البركاتي مقتولاً. هكذا صب الخبر في أذني عبر الهاتف، تساءلت لوهلة من "فيصل البركاتي"؟ .. كأن الخبر لهوله علي جعلني أذهل عن الاسم الذي أعرف خصوصاً والخبر يقول "مقتل" وليس وفاة، فمسألة القتل صعبة التصديق لواحد مثله. فيصل الذي تربطني به معرفة أدبية صحفية كنت أجد عنده تلك البساطة، وذلك الهدوء الذي لا يغيب عن العين، لم أسمع منه ذماً في آخر أو نقداً لآخر، كان بسيطاً في كل شيء، وكان يحمل روح الفنان في داخله ورزانة المسؤول في كلامه. الزميل أنس الدريني ذلك الشاب "الأسمر" ذو الروح الشفافة، وشاعر الكسرة القادم بقوة كفاني مؤونة الحديث عن "فيصل" بهذا الحوار الموثق الذي أجراه معه ذات يوم تنشره "البلاد" اليوم على صفحتين 14 – 15 مع دعائنا للفقيد بالرحمة والغفران ولأهله وذويه بالصبر والاحتساب ولا نقول إلا:(إنا لله وإنا إليه راجعون).