دائما نسمع عن الدول المتقدمة والدول المتخلفة وما بينهما الدول النامية. كثير منا يشعر بالغيظ او بعدم الرضا او الخجل من كونه مواطناً من مواطني الدول المتخلفة او كما ينادونها في الدول المتقدمة او ذلك الذي يشعر انه من الدول النامية وخصوصا عندما يلتقي بأحد مواطني الدول المتقدمة. فلماذا الخجل ونحن نعرف السبب؟ ولماذا لا نشارك في إزالة الاسباب بدلا من الرضوخ والقبول بالامر الواقع والتواري خلف ثياب البؤس والضعف ويصبح مواطن الدول المتقدمة من اهم الشخصيات الوافدة لنا وان كان متخلفا كفرد الا ان تقدم دولته جعلت من ذلك المتخلف خبيرا لدينا تتسابق الشركات على توظيفه ودفع مئات الآلاف بينما من يفوقه من المواطنين او العرب لا يأخذ إلا ما يوازي ربما 10% من دخل ذلك الخبير الخالي الوفاض. هل تعلمون لماذا؟ كما انصح الناس في البقاء في بلدانهم رغبة في الحفاظ على رؤوس الاموال وانعاش الاقتصاد المحلي الا انني ادعو الناس ايضا الى السفر ولكن للتعلم منه لا للاساءة الى انفسنا والظهور بمظهر المتخلفين. الفرق بين المتقدمة والنامية والمتخلفة تبرز كثيرا في السلوك العام سواء لدى الافراد او لدى الانظمة والحكومات، وسأطرح مجموعة من الامثلة التي تشرح ما اود ان اقوله. عندما تقف في الصف في احد تلك الدول المتقدمة وتسهو قليلا فيسير الصف تجد من يقول لك من فضلك الصف تحرك هل ترغب في الاستمرار؟ فتتحرك مع الصف وانت تشعر ان حقك لم ينتهك ولم يتعد عليك احد، بل خاطبك ذلك الانسان وهو يبتسم لك لينبهك الى حقك ويبقى هو في مكانه. اي حدود حريته لا تتعدى حدود حريتك. عندما تذهب الى الفندق ومعك ابنك الصغير او ابنتك الصغيرة تجد الفندق وعماله يرحبون بك ويساعدونك في رعايته ويوفرون له الراحة لأنه من جيل المستقبل الذي يجب ان يحترم وذلك يتم اعتباره من لحظات تسجيل ان لديك طفلاً يرافقك في الرحلة الى ذلك الفندق. ماذا يحدث مع تلك الدول النامية؟ فلنر سلوك الافراد عندما تكون في الصف كما حدث في الموقف اعلاه وتتأخر قليلا على المتابعة لا تجد في الغالب من ينبهك الى الصف بل على العكس تجد من يقفز الى مكانك (وخليك في سرحانك او لهوك يا نبيه) فالموقف هو : ( من سبق اكل النبق). وعندما تذهب الى الفندق حتى وان كان وجود طفلك معروف عند الحجز وبالرغم من ان الحجز كان لثلاثة في الغرف فإن اول ما تواجهه هو انه ليس معنى ذلك توفير المنام لثلاثة بل لاثنين وعندما تصل اليهم فانه لا خيار لك وفرصك محدودة وعليك ان تدفع مبلغا جديدا حتى ينام طفلك مرتاحا، وليس لرحمة الطفل مكان كما حصل في العالم المتقدم بل على العكس انها فرصة للفندق لارغامك واستغلالك على الدفع الاضافي وهو ما يحدث في بعض الاحيان في ماليزيا. صحيح انهم يقابلونك بمنتهى الذوق والادب ولكنهم يحسنون استغلال الموقف ولا معنى في الواقع للذوق والادب والحقوق تنتهك ويتم استغلال الموقف بكل سوء. اما في الدول المتخلفة فان الصف اصلا غير محترم حتى وان وضعوا حدودا له فانه وبكل بساطة ينتهك والمتعافي والمتطاول هو الشاطر واللي عنده واسطة اشطر منهم كلهم. يعني تاخذ حقك بيدك واللي ما هو عاجبه يشرب من البحر، واللي لسانه ما هو طويل الله يعينه يسكت لحد ما يخلص ولو بقي في اخر الصف ( زي اللي ما له واسطة في انظمتنا). دائما نبحث عن مداخل ومنافذ لفتح الابواب لمن له واسطة ونبحث عن منافذ لغلق الابواب لمن ليس له واسطة. انا هنا لم اذكر الكثير والكثير من الامثلة التي لدي بل اكتفيت باقل من القليل بحكم مساحة المقال. الغريب في الامر ان ديننا يدفعنا لان نكون من العالم المتقدم بل العالم المتقدم على الاطلاق ونحن لا نفقه امورنا. قال عليه الصلاة والسلام ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه) ويجب ان تنبني عليها النظم والقوانين. فأين نحن من تعاليم ديننا حتى نكون قادة العالم الاول في كل شئ. احتفظ بحقي في عدم ذكر الاسماء في المقال للوقت المناسب.