منذ أكثر من عشرين عاماً ونحن نسمع بحلم القطار الذي يجول بأرض المشاعر واليوم أصبح الحلم حقيقة، وهي ليست الحالة الوحيدة والتى نسمع عن خطط وأفكار ومشاريع لاتخرج إلى النور وتصبح حيز التنفيذ إلا بعد وقت طويل، يكون حينها قد تغيرت الظروف وتبدلت الأحوال وفقدت أهميتها والحاجة إليها، لن أطيل عليكم فبرغم سعادتي بذلك الخبر إلا أنني فوجئت كما فوجئ غيري بتصميم العربات والتي توحي بموديلات الزمن الماضي وبالتكلفة الباهظة لقيمة العقد خصوصاً عند مقارنته بتكلفة المثيل وأقربها مترو دبي. إن ما استفزني وجعلني أكتب في هذا الموضوع هو الحوار الذي أجرته جريدة الرياض في عددها 15352 الثلاثاء 24 رجب 1431 ه مع د.حبيب مصطفى زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية والذي سبب لي وجعاً في بطني وكأنني أكلت لحماً نيئاً وسأورد بعضاً مما قاله لأترك الحكم للقارئ العزيز عله يغير بعضاً من قناعاته أو يؤكدها وسيكون لي تعليق في المقال القادم. قال د.حبيب"بعد الموافقة السامية الكريمة على إنشاء المترو تم إعداد الدراسات اللازمة لذلك، ولأهمية المشروع فقد تم اختيار أفضل الشركات الاستشارية العالمية لتتولى عمليات التصميم والإشراف على التنفيذ، حيث تم التصميم وتأكيد الجودة من قبل شركات استشارية عالمية وسعودية وهي شركة ”سيسترا“ الفرنسية الذي تم تكليفه بإعداد الدراسات اللازمة لقطار المشاعر المقدسة، وشركة ”اتكنز“ الإنجليزية، وشركة ”لويدز ريجستر“ الإنجليزية، ويقوم بالإشراف على تنفيذ المشروع تضامن شركة دار الهندسة للتصميم والاستشارات الفنية (شاعر ومشاركوه) مع المؤسسة الإتحادية الفيدرالية الألمانية DBI للقطارات (القسم العالمي). وأوصت اللجنة الوزارية المكلفة على ترسية المشروع على الشركة الصينية ”CRCC“. وبناءً على ذلك صدرت موافقة المقام السامي الكريم على ترسية المشروع في يوم 9 / 1/ 1430ه لتنفيذه في فترة لا تتجاوز سنتين بمبلغ 6،650،000،000 ريال، حيث تم تخفيض مبلغ المشروع الذي تجاوز 10 مليارات في العرض من خلال إدراجه ضمن برامج التعاون بين المملكة والصين، ويعتبر قطار المشاعر المقدسة أول مشروع في العالم يتم تصميمه وتنفيذه خلال هذه الفترة الزمنية القياسية.