أكد وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي أن مشكلة التخلف أصبحت شيئا من الماضي وانتهت إلى غير رجعة، وليس لها أي وجود حاليا، لافتا إلى أن نسبة المتخلفين من المعتمرين في العام الماضي لم تتجاوز 0.13%، مرجعا الفضل في ذلك لتوفيق الله أولا، ثم لتوجيهات ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة. وعن الانتقادات التي وجهت إلى مشروع قطار المشاعر المقدسة، أوضح د. الفارسي عقب افتتاح الورشة التعريفية الأولى بالمشروع لشركات ومؤسسات حجاج الداخل يوم أمس الثلاثاء، أن الوزارة ليس لها علاقة بالتنفيذ أو التشغيل، معلقا بالقول: “لا نحكم إلا بعد أن نرى المشروع يعمل في السنة الأولى، ذلك أن تقييم الأداء قبل التشغيل سابق لأوانه”. وذكر د. الفارسي أن مشروع قطار المشاعر سيخدم هذا العام 175 ألفًا من حجاج الداخل وجزءًا من حجاج الخليج بما نسبته 35% من الطاقة الكاملة، وفي العام المقبل سيعمل بكامل طاقته ليخدم 500 ألف حاج. وقال: “إن هذه الورشة تأتي انطلاقا من مبدأ التكامل، الذي يوصي به ولاة الأمر في كل ما من شأنه تحقيق الصالح العام الذي هو رائد الجميع، وهي خاصة بالشركات والمؤسسات العاملة في خدمة حجاج الداخل، لتعريفهم بالمشروع والمهام المناطة بهم وواجباتهم خاصة في ما يتعلق بأمور تفويج حجاجهم ومعرفة الاحتياجات والضروريات والآليات المراد تنفيذها لموسم حج هذا العام”. وأكد الوزير ضرورة إشراك ممثلين عن الشركات والمؤسسات المعنية لأن حجاجهم هم المستهدفون في المرحلة الأولى للنقل بالقطار في رحلة المسار الجنوبي بالمشاعر المقدسة، الذي سيدخل الخدمة بكامل طاقته عبر عدة مسارات في موسم 1432 ه. وحددت ورقة العمل التي قدمتها وزارة الحج فئات الحجاج المستفيدة من النقل بواسطة قطار المشاعر لموسم حج 1431ه، حيث سيتم تشغيله بطاقة تبلغ نحو 35% لنقل من (130 - 150) ألفا من حجاج الداخل، و20 ألفا من حجاج دول مجلس التعاون الخليجي. من جانبه قدم وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية ورئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية الدكتور حبيب زين العابدين ورقة عمل عن قطار المشاعر المقدسة (الخط الجنوبي) قال فيها: “نظرًا لرغبة حكومة خادم الحرمين الشريفين في إدخال نمط النقل بالقطارات في المشاعر المقدسة، فقد تم إعداد الدراسات اللازمة لذلك، وتم إعداد التصاميم من قبل الاستشاري الفرنسي “سيسترا” الذي تم تكليفه بإعداد الدراسات اللازمة لقطار المشاعر، وأوصت اللجنة الوزارية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية رئيس هيئة تطوير مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة سابقًا على ترسية المشروع على الشركة الصينية ”CRCC“، وبناءً على ذلك صدرت موافقة المقام السامي الكريم على ترسيته في يوم 9 / 1/ 1430ه لتنفيذه في فترة لا تتجاوز سنتين بتكلفة إجمالية قدرها ستة مليارات و650 مليون ريال. وأضاف: يعتبر قطار المشاعر المقدسة أول مشروع في العالم يتم تصميمه وتنفيذه خلال هذه الفترة الزمنية القياسية، وشارك في تنفيذه عدد من الشركات العالمية المرموقة في هذا المجال، حيث نص عقد المشروع على أن تكون جميع الأجزاء الرئيسية وأنظمة الإشارات وباقي الأنظمة من شركات أوروبية أو أمريكية أو كندية، وبناء على ذلك فقد تم توريد محركات القطار من شركة “بومبارديه” الكندية، وتم توريد أنظمة الفرامل وناقل السرعات من شركة “كنور” الالمانية، كما تولت شركة “تاليس” الفرنسية/الكندية توريد أنظمة الإشارات والتحكم والقيادة الآلية، كما تولت شركة “سيمنس” الالمانية الأعمال الكهربائية كافة، ولأهمية المشروع فقد تم اختيار أفضل الشركات الاستشارية العالمية لتتولى عمليات التصميم والإشراف على التنفيذ، حيث تم التصميم وتأكيد الجودة من قبل شركات استشارية عالمية وسعودية وهي شركة “سيسترا” الفرنسية، وشركة “اتكنز” الإنجليزية، وشركة “لويدز ريجستر” الإنجليزية، ويقوم بالإشراف على تنفيذ المشروع تضامن شركة دار الهندسة للتصميم والاستشارات الفنية (شاعر ومشاركوه) مع المؤسسة الاتحادية الفيدرالية الألمانية DBI للقطارات (القسم العالمي). ويقع المشروع في منطقة المشاعر المقدسة في الجزء الجنوبي منها، ويبلغ طول الخط نحو عشرين كيلو مترًا بمسارين مرتفعين عن الأرض بحيث تُخلى الشوارع من المركبات للاستفادة منها لصالح سيارات الطوارئ والخدمات، ويبدأ المسار من محطة الجمرات على طريق الملك عبدالعزيز عند المستوى الخامس لمنشأة الجمرات الحديثة ويمر وسط طريق الملك عبدالعزيز مرتفعًا عن الأرض بمشعر منى إلى مزدلفة ومنها إلى عرفات على الطريق رقم (3) لينتهي عند المحطة الثالثة بعرفات عند الدائري الشرقي لعرفات. ويشتمل المشروع على تسع محطات مرتفعة عن الأرض. في كل مشعر ثلاث محطات يبلغ طول المحطة 300 متر، ويتم الوصول إليها عن طريق منحدرات للدخول والخروج منفصلة، بالإضافة إلى سلالم متحركة ومصاعد كهربائية، وبكل محطة ساحتان لانتظار الحجاج تستوعب كل واحدة منها ثلاثة آلاف حاج، ومزودة بكل وسائل السلامة وتلطيف الجو، بالإضافة إلى ساحة انتظار أسفل المحطة يتم تفويج الحجاج إليها تباعًا.