ايام ويبدأ موسم كرة القدم في المملكة، ومن المتوقع أن يستمر إسناد أغلبية تحكيم مبارياته إلى محكمين غير سعوديين، وهو ترتيب معمول به في دول عديدة، لكنه غير شائع كما هو محلياً، ولا هو مترسخ كما في أذهان من يعتبرونه ضرورة لفوز فرقهم، وللأسف لا يعزون الأخطاء إلى الكفاءة أو القدرة الذاتية لحكم المباراة، بل ينسبونها للتحيز والجنوح عمداً عن الصواب، مما تسبب في زعزعة الثقة في المحكمين الوطنيين، وأدى إلى الإفراط في الاستعانة بمحكمين أجانب، حتى أخذ هذا الإجراء يبدو وكأنه تقليد. المونديال الأخير كرر كسابقة كفاءة المحكمين السعوديين، وبرأهم من كل هذه التهم، وأكد أنهم جديرون بالثقة، فاختيار حكم سعودي من بين المحكمين العرب كافة هو في حد ذاته شهادة بكفاءتهم الدولية، ونجاحه في تحكيم مباريات عالمية هي أكثر تعقيداً وحساسية من المحلية، دليل آخر على اهليتهم، كما وأن دقة تحكيمه التي أبعدته عما وقع فيه غيره، فاستحق من جميع الاطراف الاشادة بقدراته وعدالة تحكيمه، وفي كل هذا تزكية بجدارة المحكم السعودي على إدارة المباريات المحلية، والبعد به عن الرشق بالتهم او إثارة للحساسيات. المؤمل أنه وبعد كل هذه الشواهد والاستقبال الحار الذي قوبل به المحكم السعودي في كل محطات عودته وعند وصوله لوطنه ان يلقى ما يترجم هذه الأحاسيس الى إعادة الثقة كاملة في التحكيم المحلي، وعدم تجاوزه ما لم يكن ذلك بسبب الكفاية وليس الكفاءة والصفح عن أخطائه غير المتعمدة أسوة بما يعامل به المحكم المستضاف لتحكيم المباريات المحلية، والأهم ألا يغيب عن الأذهان أن هناك المستضاف لتحكيم المباريات المحلية، والأهم ألا يغيب عن الأذهان أن هناك مجالات مهنية غير الرياضية كالطب والهندسة وغيرها كالأبحاث الجامعية وترقيات هيئة التدريس، لو عوملت بالمثل فإن ذلك سيحدث أزمة ثقة في الكفاءات الوطنية وهو أمر غير مقبول.