تطالعنا الصحف بين آونة وأخرى بحوادث اعتداء وسطو للمواطنين المسافرين للخارج بقصد السياحة مع الأسرة وخصوصاً المواطنين والمسافرين براً لدولة عربية بعينها حيث يتعرضون لاعتداءات تطال أموالهم وسياراتهم وأشياءهم الثمنية وقد تكررت هذه الحوادث أكثر من مرة وبحكم خبرتي المستمرة في السفر المتكرر لهذه الدولة وعلى مدى عشرين عاماً عرفت الكثيرين من ضحايا هذا السطو الآثم فهم يتعرضون عادةً لمثل هذه الحوادث من قبل عصابات وشبكات نصب محترفة تبدأ أولى خيوطها من مكاتب العقارات التي يقومون باستئجار الشقق السكنية من خلالها وخصوصاً في مناطق الاصطياف النائية البعيدة عن المدن الرئيسية وتقوم هذه العصابات بمداهمة بيوتهم في ظلمة الليل الحالك تحت طائلة التهديد بالسلاح الأبيض وخلافه فيسلبون منهم أموالهم وسياراتهم الفارهة والتي يقومون بعملية تشليحها وأنصح كل مواطن عند السفر بأن يتبع العديد من الإجراءات الاحتياطية وخصوصاً اختيار السكن المناسب الآمن كأن يكون في فندق عام أو عمائر سكنية مزدحمة بالسكان أو مجمعات سكنية مكتملة الخدمات ومنها بالطبع الحراسة الأمنية وهي أفضل أمنياً من الفلل المستقلة كما يجب أن يكون اختيار السكن بجوار مراكز الأمن المختلفة وعلى السائح أن لايترك شيئاً من موجوداته الثمينة أو وثائقه الثبوتية في المنزل عند خروجه للنزهة مع عائلته ويفضل أن تكون الرحلة جماعية بحيث تسكن بجوار بعضها البعض ولعلي أنقل تجربة لبعض الإخوة الكويتيين الذين يتواجدون في مناطق الاصطياف في الأرياف فهم يذهبون بشكل جماعي في قافلة من العربات قد تبلغ عشرين عائلة مجتمعة فهم يسكنون في عدة بلوكات متجاورة ولديهم نظام فريد في الاحتياطات الأمنية وفي التآلف الاجتماعي فيستأجرون إلى جانب بيوتهم ديوانية للرجال جميعاً وعلى مقربة منها ديوانية للنساء يجتمع فيها كل أفراد هذه القافلة تكون هذه الديوانيات مفتوحة على مدى الأربع وعشرين ساعة يتناولون فيها الوجبات الثلاث الريوق والغداء والعشاء الذي تجهزه النساء في ديوانيتهم ثم يرسلونه إلى الديوانية الخاصة بالرجال ولقد سعدت بالتعرف على إخوة منهم في ديوانية أبو حمد الكندري كنت استأنس بالجلوس معهم في بعض الأوقات وتستمر هذه الديوانية طيلة أيام الأسبوع أما يوم الخميس فيقومون مجتمعين باستئجار بعض البساتين وعمل طقوس (السيران الشامية) وهي عملية الشوي في الهواء الطلق حيث يستأجرون بعض الطهاة من أحد المطاعم المشهورة ويذبحون الخراف مع تجهيز المقبلات الشامية وفواكه الموسم ويوم الجمعة هو يوم مفتوح لتقضي كل أسرة عطلتها على مزاجها وطريقتها الخاصة وبحرية مطلقة. وفي هذين اليومين يكلفون مخدوميهم من الرجال بعملية الحراسة الأمنية وقد اعجبتني هذه التجربة وأتمنى أن تعمم على الخليجيين بوجه الخصوص لأنهم هم المستهدفون عادة في مواسم السياحة والله ولي التوفيق. وقفة: (تأبى الرماح إن اجتمعن تكسراً وإذا افترقنَ تكسرت آحادا)