هكذا يبدو مع الأسف: ذلك أن كثيراً من أوباش وعامة التثقف مارسوا تأليف الكتب بلا علم ولا هدى! إذ يكدسون المكتبات بإنتاجهم الهزيل فصار وضع أكثر المكتبات بكتبهم كما يقول المثل: «العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة». وهذه كارثة على الثقافة ورجالها بل على المتلقين أجمعين!! وهي مسألة جِدُ مُقلقة على الأصالى من المؤلفين بل إنها لتقض مضاجعهم!! لأن المنتوج التأليفي غزا السوق بلا جودة ولا إبداع ولا كتاب منير وإنما يخطر في بال المؤلف أن يكتب رواية أو خواطر ثم يتفق مع ناشر ما ليطبعها ويكتب عنها في الصحف. فيتم التوزيع في كل مكتبة وهذا أمر افتئاتي وخارج عن قوانين النشر بَلْهَ التأليف يدل عليه ندرة الآراء والأفكار المفيدة والربط المحكم الذي يفتقده هذا المنتوج والأسلوب الأدبي والمواضيع الاجتماعية والحقائق الفكرية.. كل ذلك يفتقده كتابهم قلباً وقالباً. والنشر على هذه الوتيرة نشر سيء جداً ومنافي لبغية الأدب والعلم والأخلاق وتقاليد التأليف والنشر الأصليليْن.ونحن نستثني الجيدين لأنهم من المؤلفين الأصالى ونربأ بهم أن يكونوا مثل أولئك الأُغيلمة والأوباش!! أما القراءة للكتب فقد ساءت نظراً لسوء ما يُؤلَّف من المؤلفات وما يكتب من الكتب ذات الصفة «الهايفة» والوجه الزائف والأسلوب الركيك! وحين يكتب أحدهم كتاباً على سبيل المعلومات يكله عن الرجوع إلى المراجع ولا يعتمد على مصدر معين وإنما يأتي بأمثال أو حكم غير محققة. ولعله أتى بها من الأدب الشعبي «العاميات» وأفرغها في كتابه ليلفت النظر إلى «معلوماته القيمة»!!! وإلى فكره السامي!! وهذا الموضوع المطروق في كلمتي إنما أنذر به سوء تأليف الكتب وإساءة قراءته إلى المتلقين من المثقفين والقراء كافة. وهو موضوع يناسبه المثل العربي القائل: (أساء سمعاً فأساء جابةً) وهو في مجمع الأمثال للميداني. إذن فمطلبنا إجادة تأليف الكتب لتجاد بالقراءة !؟ وعلى الله قصد السبيل.