الزائر لغابة رغدان بمنطقة الباحة في مطلع صيف هذا العام يلحظ الفارق الكبير والبون الشاسع بين ما كانت عليه قبل سنتين فقط والآن ، إذ حظيت بخدمات جيدة تنم عن شيئين أولاً: الذائقة الفنية الرائعة وثانياً: المهارة الهندسية المتمكنة لدى القائمين بتطوير وتحسين الغابة بأمانة منطقة الباحة ويأتي في الطليعة أمين منطقة الباحة المهندس محمد مجلي الذي يمتلك الرؤية الواعية بتطوير متنزهات المنطقة ومن بينها منتزة رغدان ، وللحق نقول بأن أمين الباحة لم يركن إلى التسويف ، أو التقاعس بل التزم الصمت ليترك المنجز هو الذي يتحدث ، ويمكن رؤية لمسات الحسن والجمال في الأسلوب التنظيمي داخل المتنزة لتتحدث الغابة وتقول شكراً لأمانة المنطقة التي زادت من جمالي جمالاً ومن حسني حسناً ومن بهائي بهاءً .وليعرف القارئ الكريم بأن غابة رغدان هي أحد أهم المتنزهات في المنطقة الجنوبية إذ تشكل مهرجاناً طبيعياً خلاباً من أشجار العرعر تكسو سفوح الجبال في منظر آسر وصفه أحد الأدباء عند زيارته لمنطقة الباحة قائلاً غابة رغدان أمثولة الرب, ويزيد من جماليات المكان قربها من مدينة الباحة وإشرافها على منحدرات تهامة .. إذ تشكل سفوحها الغربية إطلالات بالغة الجمال, يمكن مشاهدة السيارات وهي تسير عبر طريق عقبة الباحة بمنعطفاتها الأفعوانية في أشكال مدهشة .. وكأن المشاهد يجلس على مقعد وثير في طائرة مجنحة في أجواء عالية ..وحتى تكتمل الصورة الجمالية لغابة رغدان ويزيد من رصيدها السياحي والحضاري اقترح تنفيذ عربات هوائية معلقة تبدأ من قمة جبل بهول الشامخ مروراً بغابة رغدان وصولاً إلى قرية ذي عين الأثرية الواقعة عند أقدام جبال السروات .. هذا المشروع في حالة تنفيذه سيحقق نجاحاً سياحياً وأرباحاً مادية لعدة اعتبارات أولها: التمركز السكاني الكبير حول الغابة وإمكانية التشغيل المستمر للمشروع طوال العام صيفاً وشتاءً, ربيعاً وخريفاً, ففي الصيف تأتي قوافل المصطافين سواء من المدن السعودية أو من القطاع التهامي ، أما في الشتاء حين تنخفض درجة الحرارة على سفوح الجبال تصبح تهامة الخير ملاذاً شتوياً تدفع بالكثيرين الاتجاه صوب أودية تهامة من خلال العربات الهوائية المعلقة ، وهنا يتحقق شيئان المتعة والسفر ، فهي وسيلة مواصلات فضلاً عن كونها وسيلة للمتعة .. وهذا المشروع لو فكر القائمون في شركة الباحة تنفيذه فسوف يدر على الشركة أرباحاً جيدة فضلاً عن كونه مشروعاً سياحياً مطلوباً يسهم في تنمية السياحة في الباحة .. وإذا كانت الشركة غير قادرة أو راغبة فإن مثل هذه المتنزهات الجميلة تنتظر رجال الأعمال لتحقيق دورهم الوطني في إنجاز مثل هذه المشروعات الحيوية .. نتمنى أن يتحقق ذلك لتكتمل الصورة الجمالية للغابة التي تعتبر واحدة من أهم المواقع السياحية الجاذبة بمنطقة الباحة. نتفق مع الأستاذ المحيميد دعا الروائي الأستاذ يوسف المحيميد إلى تسمية أحد الميادين في مدينة الباحة باسم الروائي الراحل عبد العزيز المشري وهي فكرة نبيلة ودعوة كريمة تنم عن حس أخلاقي وأدبي ووطني ، مشيراً إلى أن قامة روائية فارعة مثل المشري لجدير بتخليد اسمه خصوصاً وأن رواياته - ذات النكهة الجنوبية - وصلت للعالمية من خلال ترجمتها إلى عدد من اللغات الحية .وباسم مثقفي الباحة نشكر الأستاذ يوسف المحيميد على روحه النبيلة وخلقه الكريم إذ أن مقالته المنشورة في صحيفة الجزيرة تنضح بالوفاء ، عن أحد أبرز الروائيين السعوديين وهو عبد العزيز المشري يرحمه الله.