إن كتّاب الصحف لا شك متابعون لكل نشاط يجري داخل مجتمعنا، إما بقصد ايضاح ايجابياته الواضحة، والمعتمدة على معلومات متوافرة وصحيحة، يمكن الوصول إليها دون عوائق، وإما منتقدون له لما يصلهم من معلومات عن أخطاء أو قصور فيه يجب تلافيها، ولهم على ذلك مستند، مثل هذا الذي ينشر من قبل وسائل الاعلام ويكشف عن مثل هذا، وكان مقالي يوم السبت الماضي 14-7-1431ه من هذا النقد لمعلومات نشرت عبر الصحف ومصدرها مسؤول في حملة السكينة، وقد صرح فيها بعبارات واضحة جلية بالتجنيد الذي أسماه حميداً عن طريق زرع عملاء للحملة في الأسر والمدارس والجامعات في الداخل والخارج، وقد انتقدت هذا وقلت الحق لا يحتاج إلى تجسس. فجاءني الرد سريعاً في 15-7-1431ه برسالة على الفاكس من مدير حملة السكينة لتعزيز الوسطية تحمل في ثناياها الأدب الجم، وحسن الظن بالكاتب يشكر عليه، ومعلومات عن الحملة بأن فكرتها تتلخص في القيام بحملة شعبية من مجموعة متطوعين ومحتسبين أنشأوا نظاما علميا وفكريا لمواجهة التطرف والغلو والتشدد في عالم الانترنت، وأنهم عندما وجدوا لها نتائج طيبة أدت إلى تراجع مجموعات من المغرر بهم والمخدوعين وتأكدوا من هذا الأمر رفعوا ذلك لمقام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد فتبنت الحملة باشراف عام، ولا أدري ما هو المعيار الذي قامت به الحملة اثرها على المستهدفين منها، وهل اصبحت جزءاً من جهاز الوزارة حتى كتب رئيسها خطابه على ورقة ترويستها للوزارة والحملة معا، والجمعية المدنية التي تعنى بالشأن العام هي ما نطالب بإصدار نظامها ليتسنى للجميع الاشتراك فيها، لا أن ينشأ الافراد جمعيات تتبناها هذه الوزارة أو تلك، او لا تجد ميداناً لها إلا صفحات الانترنت. فلينضم أخي مدير الحملة إلينا في المطالبة بسرعة اصدار هذا النظام الذي يتساوى الجميع في ظله، ويتابع الجمعيات المسجلة عن طريقه من جهة مسؤولة رسمية، كما أن تحميل الأخطاء للاعلام وبأن الإعلاميين يتصرفون بالعبارات لا أظنه صحيحا في الغالب، والشيخ مدير الحملة يعترف ان اخوانه في الحملة لم يوفقوا في اخراج الفكرة ببعض العبارات مثل التجسس او زرع..الخ. ويؤكد ان ليس من اختصاص الحملة التجسس أو المتابعة، وأنها جهة ارشادية حوارية ونتمنى ان تتسع دائرة الحوار الفكري فشكراً له على هذا الايضاح وألا يتكرر عدم التوفيق في صوغ العبارات مرة ثانية، فهو ما نرجو والله ولي التوفيق. ص.ب: 35485 جدة: 21488 فاكس: 6407043