ما نشرته بعض الصحف عن ان حملة "السكينة" تزرع متعاونين بين عائلات وجامعات ودول، واعادت حملة السكينة للحوار نشره في موقعها الالكتروني في اعتراف صريح به، وهو أمر يثير الدهشة ان لم اقل انه يثير كثيراً من الريبة، ان أمعنا النظر في عباراته، فالمتطوعون كما يقول الخبر بالمئات يلبون نداء حملة السكينة على خلفية فتحها باب ما اسمته (التجنيد الحميد)، قببل اسبوع، وقد اختارت الحملة منهم عشرات ينحدرون من اقطار عدة، ويحملون تخصصات تؤهلهم للقيام بأدوار ايجابية، بوصفهم "عملاء ايجابيين" سيتم زرعهم في مناطق استيطان الافكار المتشددة بين العائلات والمواقع الالكترونية او المدارس والجامعات في انحاء مختلفة من العالم، وهذا اسلوب يقتفي اثر المخابرات، واثر منظمة القاعدة وهو ما ذكر في الخبر نصاً: (ان الحملة التي تنطلق من خلفية وسطية تحاول من غير ان تعلن ذلك، الاستفادة من نهج القاعدة، التي تحاربه، في التغلغل بين المستهدفين وتطوير اساليب التجنيد، لتستوعب الرجل والمرأة والاسرة والمدرسة والجامعة في العالم أجمع)، وحينما تطلع على هذا تشعر وكأنك تقرأ عن جهاز مخابراتي له قدرات كبيرة، تمكنه من الوصول الى مختلف انحاء العالم لملاحقة التشدد، وانه يستحل من اجل ذلك كل اسلوب يوصله الى غايته ولو كان غير مشروع، وطبعاً الحملة مهما قيل عنها فهي بالنسبة للكثيرين لا تتجاوز صفحة على الانترنت لا احد يعرف ان كانت جهازا رسمياً حكومياً او كانت جهداً لمتطوعين متبرعين، كما لم يدرك بعد مدى الفاعلية لما تقوم به بزعمها من نشر فكر الاعتدال والوسطية، كما هدفها المعلن، أم انها تتخذ منه ستاراً لأمر آخر ترغب في ايصاله للناس ولا نعلمه، وعلى كل حال الخير لا يطلب بأساليب الاشرار، حتى وان نجحت أساليبهم حيناً، فالحق له قوة وسلطان، لا يحتاج معه من يريد نشره واعلاء شأنه الى التجسس والتجنيد والزرع، فنحن في زمان يتصدى فيه لعمل الخير من لا يحسنه، وقد يجر بتصرفه البلاد والعباد الى ما لا تحمد عقباه، فالداعي الى الوسطية والاعتدال بحق هذا القادر على ان يقنع بها الآخرين دون اساليب ملتوية، فلعل اخواننا في حملة السكينة يدركون هذا فهو ما نرجوه والله ولي التوفيق. ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043