لبى متطوعون بالمئات نداء «حملة السكينة» السعودية، على خلفية فتحها باب «التجنيد الحميد» قبل أسبوع. واختارت الحملة عشرات منهم، ينحدرون من أقطار عدة، ويحملون تخصصات تؤهلهم للقيام بأدوار إيجابية، بوصفهم «عملاء إيجابيين» سيتم زرعهم في مناطق استيطان الأفكار المتشددة، بين «العائلات والمواقع الإلكترونية، والمدارس والجامعات»، في أنحاء مختلفة من العالم. وأكدت الحملة على لسان رئيسها الشيخ عبدالمنعم المشوح، أن الطلبات التي تلقوها كانت كثيرة جداً ومتنوعة، «إلى درجة مذهلة لم نتوقعها، ما أحوجنا إلى إعداد لجان تنفيذية عاجلة، للرد على العناصر المتطوعة، ومن ثم توزيع المهام بعد ذلك، ليمارس كل شخص دوره بشكل تلقائي وسلس، بلا تعقيد ولا توتر». وبين أطرف العروض التي جاءت الحملة كان «تعهد أحد المنضمين الجدد في سجل الطلبات بنشر الوسطية والاعتدال بين الأوساط «العشائرية والقبلية»، وآخرون أبدوا استعدادهم للقيام بالمهمة نفسها، ولكن بين المقيمين في السعودية، والندوات الثقافية، والمواقع الإلكترونية، وجلسات القيل والقال النسائية، والمدارس والجامعات». وتطرق المشوح الذي أطلع «الحياة» على نماذج تحتفظ بها إلى جوانب أكثر غرابة، عندما تلقى طلباً من مذيع، امتدح قدرته على التأثير الايجابي في المحيطين به في الميدان الإعلامي». ولم تخل الطلبات من مكاشفة حقيقية، إذ كان بين المتواصلين مع الحملة أشخاص يحملون الفكر المتطرف، ويسألون جنودها عما إذا كان بوسعهم مساعدتهم في التخلص منها. لكن الأكثر إثارة في ما يشير إليه المشوح أن تلك الطلبات جاءت من رجال ونساء في السعودية وأوروبا والمغرب العربي، ناهيك عن دول الخليج المجاورة. وبين أكثر المنضمين الجدد حماسة، إمام جزائري قال إنه كفيل بالقيام بدور إيجابي في نشر الوسطية بين شباب بلاده، تحت لواء حملة السكينة التي قال إنه يحترم دورها كثيراً. وأما الأهداف التي ترتكز عليها الحملة في ناحية «التجنيد الحميد» الذي أطلقته، فهي كما يختصر المشوح «تلتقي عند محاولة خلق تيار عالمي، يحارب الإرهاب فكرياً، من زاويا الأسرة، والفن، والإعلام، والكتابة الأدبية، حتى نصل إلى إشاعة ثقافة مضادة للتشدد، واضحة المعالم، بسيطة التطبيق، يمكن للمعتنق لها أن يمارس دوره حتى في بيته وبين أصحابه وجمهوره». اللافت أن الحملة التي تنطلق من خلفية وسطية، تحاول من غير أن تعلن ذلك، الاستفادة من نهج تنظيم القاعدة الذي تحاربه، في التغلغل بين المستهدفين، وتطوير أساليب التجنيد، لتستوعب الرجل والمرأة، والأسرة، والمدرسة، والجامعة، في العالم أجمع. ولا يخفي رجال الحملة أن تركيزهم الأكبر في الآونة الأخيرة على النساء، والمعلمين، وطلاب الجامعات.