مؤلم حقاً ان ترى شاباً في منصب مرموق وحاصل على درجة علمية جيدة ويعيش في مجتمع بعيداً عن القبلية العصبية تنضح اوردته وشرايينه بالعصبية البغيضة والعنصرية المقيتة والبغض الواضح للآخر. هذا الشاب لو سألته لماذا تصف الآخرين بصفات فيها جاهلية وهل لمست منهم ما يدعوك لاتخاذك هذه المواقف المشينة لسمعت منه ما يدل على انه يردد ما يقوله الآخرون دون تفنيد او تروٍ وهو كالمثل القائل (مع الخيل يا شقراء) ما ابشع ان يكون المرء معلماً مثقفاً وعنصرياً متعصباً وما أقبح ان يكون المرء عارفاً بأمور دينه ويتجاهل هدي النبي صلى الله عليه وسلم هاتان الصفتان طفتا على سطح واقعنا من البعض وهذا البعض للاسف الشديد كثير طغت عليهم عصبية الجاهلية وتلبستهم عنصرية الفوضوية فلا درجاتهم العلمية التي حصلوا عليها ارتقت بمفاهيمهم ولا معرفتهم بكثير من امور الدين شفعت لهم السير في ركاب آداب الاسلام. نوافذ يجب ان تغلق لانها نوافذ لا تدخل منها الا ريح منتنة، لكن مع الاسف الشديد ان من يسارع لفتح هذه النوافذ فئة توسمنا بها خيرا بعد ان ترعرعت بين اروقة العلم والتعليم فإذا هي ممن تحمل ألوية العصبية والعنصرية متناسية ما تلقته من مفاهيم ومبادئ اتى بها خير الخلق صلى الله عليه وسلم والذي علمنا انه لا فرق بين عربي وعجمي واسود وابيض الا بالتقوى وان اكرم الخلق عند الله اتقاهم وهو الذي قال عن العصبية الجاهلية "دعوها فإنها منتنة". اليوم نعود لفتح سوءة الاعراق وغيرنا يغلق منابع التفريق عقودا عشناها ونحن نجهل التعصب والتعنصر ابن الشمال في الجنوب وابن الجنوب في الشمال وابن القرية في المدينة وابن المدينة في القرية والكل ينتمي لوطن. لم نكن نسمع الهمز واللمز الا بعد ان تطوع مثقفون متعلمون يرفعون شعارات النعرات والعصبية القبلية ويتسابق اغنياء خيرهم من هذا الوطن بفتح قنوات فضائية قبلية تلهب الصراع وتزرع الفتنة وتنعي قوله تعالى "يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم) كفانا يا من تحملون الضغينة المتوارثة وعودوا الى منابع الاسلام الذي آخى بين العربي والعجمي والاسود والابيض وفاضل بينهم بالتقوى. [email protected]