افتتح نيابة عن خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة يوم السبت الماضي مؤتمر الفتوى وضوابطها، بمقر رابطة العالم الإسلامي، حيث استمعنا إلى الكلمات الافتتاحية الرائعة من سموه الكريم ومن معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام للرابطة، وكذلك من سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية، ولقد أعجبتني بعض الجمل في تلك الكلمات والتي تحث على ألا يتصدر للفتوى جاهل ليس لديه علم، ولو كان لديه علم فعليه أن يتبع القرآن والسنة وأقوال جمهور العلماء، وأن من يفتي بغير علم فقد ضل وأضل!. كما سمعنا تلميحات عن خطورة الإفتاء على الفضائيات، وما تسببه من تشويش على المتلقين من عامة الناس. وهذا ما أردت أن أتطرق إليه في مقالي هذا، فقد كثرت الفضائيات، وكثر المفتون، وكثر العلماء الذين يفتون بعلم وبدون علم، ومن يتساهلون في كثير من الأمور، ومن يفتون لشخص ما لمشكلة أو موضوع معين، قد لا ينطبق على غيره، فيعمم الفتوى على الجميع، وهنا تكمن الخطورة، فالمستمعون يتلقون جميع الفتاوى ويسقطونها على مشاكلهم التي تختلف عن مشكلة المستفتي!!. لذا، وجب تقنين من يظهرون للإفتاء على الفضائيات، بل وتقنين الفتاوى بشكل عام. ولقد رأيت وسمعت علماء كبار وعلى الفضائيات يفتون بجواز أمور ما يجب أن يفتوا بها بتلك الطريقة المطلقة، بل كان عليهم أن يقيدوا فتواهم، ويفصلوا ويبينوا للناس كل جوانب الفتوى.