قال تعال نأخذ "فنجان" قهوة في هذا المكان المطل على البحر دلفنا الى تلك الصالة المفتوحة على البحر بعض رواد المقهى تناثروا على بعض المقاعد في الركن البعيد كان اثنان يكادان يشتبكان لا يتجاوران , بعد لحظات التفت الى النادل قائلاً له : هات اثنين "قهوة تركي" قلت معترضاً لا أريد "قهوة" وبحماس شديد قال: ليه ومالها القهوة التركي قلت لا شيء فيها فقط أنا لست من انصارها أو الراغبين فيها قال لا هذا لا يجوز يا أخي "القهوة" التركي تعدل المزاج خصوصاً هذه الايام مع الموقف التركي الجميل. يا سيدي أنا مزاجي معدول ولله الحمد انا من انصار الشاي خصوصاً اذا كان مخلوطاً "بالنعناع" وهذا النعناع له أوقاته فمثلاً إذا كان الوقت صيفاً فيخلط بالورد لأن الورد طببيعته باردة وإذا كان خريفا فهناك – الدوش – وإذا كان ربيعا فهناك "العطرة" وإذا كان شتاءً فهناك النعناع "المديني" وهو ما يطلق عليه خارج المدينةالمنورة "بالحبك" وهذا "الحبك" نعتبره أقل جودة من المديني فالحبك أوراقه أطول وجودته أقل والمديني أو الحساوي من "آبار علي" والتي من مسمياتها "الاحساء" ولا أعرف من اين أتت هذه التسمية أما النعناع "المغربي" فهذا للشاي الأخضر فقط واحيانا في فصل الصيف يستخدم مع الشاي الأحمر. صمت وكنت اعتقدت انه تنازل عن رأيه في القهوة التركي لكنه راح يعدد لي مزايا "القهوة التركي" قائلا: أولا هي تدل على انك من الذوات والاورستقراطيين والذين لهم حيثية في المجتمع وانك تمثل طبقة عالية. وقلت وقد بدأت أراه يصغر امامي عندما راح يتأفف من مستويات الناس التي تحددها القهوة التركي قلت هل تعرف ان الاتراك لا يعرفون هذا النوع من "القهوة" التي تدعيها؟ لقد ادخلت عليها كثيراً من التحسينات في الدول العربية كما ادخلت تلك التحسينات على الأرز البخاري والأكل الجاوي والأكل الصيني وغيرها من المأكولات التي تعمر بها المائدة لدينا , لم يتكلم.خرجنا من "المقهى" بعد ان رشف صديقي خمسة فناجين قهوة "تركي" دون ان اعرف لماذا دعاني الى هناك.