قرأنا ما نشرته الصحف المحلية مؤخراً الخطاب الذي وجهته فوزية النعيمي التي كانت في السجن وقد افرج عنها، في ملتقى رعاية السجناء والمفرج عنهم واسرهم، الذي عقد مؤخراً في الرياض قائلة بأنه بعد الافراج عنها لم تجد من يسمع الى نداها او يقدم لها المساعدة، وان لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم لم تساعدها بعد الافراج عنها ومعالجتها من الادمان، ملمحة في ندائها إلى ان ذلك قد يجعلها تعود الى السجن لعدم الاخذ بيدها بصورة حقيقية، مشيرة إلى أن ما تنشره لجان رعاية السجناء والمفرج عنهم واسرهم عن انجازاتها وجهودها ما هي الا اوراق مكتوبة تعرض في الملتقيات وهي بعيدة عن حقيقة الواقع المؤلم الذي يعيشه السجناء وأسرهم.. الخ. هذه رسالة مواطنة موجهة لمدير عام السجون اللواء الدكتور علي الحارثي، هذا الرجل الذي يعمل بصمت من اجل الارتقاء بخدمات السجون، والعمل من اجل تأهيل وتدريب السجناء ليعودوا اعضاء صالحين نافعين لمجتمعهم، وهذه الجهود يلمسها كل من يقرأ انجازات السجون ماضيا وحاضرا، لذلك جاء هذا النداء الانساني من سجينة كانت تقف خلف القضبان تنقل واقعا مريرا عن اوضاع بعض السجناء بعد الافراج عنهم في الوقت الذي نقول لسعادة المدير عام السجون أن التقارير التي تنشرها بعض ادارات السجون عن جهودها لرعاية السجناء يخالف الواقع الحقيقي الذي يعيشه السجين داخل السجن فما يحدث للسجناء لايطابق ما ينشر عبر الصحف عن انجازات لجان رعاية السجناء وأسرهم فهناك مساجين اطلق سراحهم لم يجدوا يدا حانية تساعدهم أو تقف معهم بعد الافراج عنهم واصبحوا يتخبطون في معترك الحياة بين الرافض والقابل لهم، وهناك مساجين أفرج عنهم وعادوا إلى السجن بسرعة البرق بسبب رفاق السوء الذين كانوا بالمرصاد يتلقفونهم عند أبواب السجون وعدم وجود جهات تتولى رعايتهم بعد الإفراج عنهم، وهناك مساجين داخل السجن يعانون لعدم وجود من يقوم بدراسة أوضاعهم فالباحث الاجتماعي في بعض السجون يؤدي عملاً فقط ولا يدرك أهمية رسالته في رعاية السجين والوقوف معه من النواحي الانسانية والاجتماعية والمسؤولون في بعض السجون مشغولون في أعمال إدارية وفنية أخرى ويتعاملون مع السجناء وكأنهم مذنبون ومرفوضون من المجتمع ولابد من التعامل معهم بقسوة وهناك مساجين تحتاج أسرهم العناية والرعاية ولا يجدون صوتا يسمع لندائهم. سعادة مدير الإدارة العامة للسجون كنا نتمنى قبل اطلاق ملتقى رعاية السجناء والمفرج عنهم ان يكون هناك ملتقى لتقييم أداء لجان رعاية السجناء واسرهم، ماذا قدمت، ماذا عملت، ماذا جنى السجناء من هذه اللجان، وما هي الخدمات التي قدمتها هذه اللجان لأسر السجناء، فثق بأنك ستجد وضعا مؤلماً لدى بعضها لذلك ندعوك وبصوت المواطنة فوزية النعيمي التي ناشدت المسؤولين في ملتقى رعاية السجناء بأن تسمع صوت السجناء المفرج عنهم في لقاء مفتوح بعيدا عن الرسميات وثق في أن هؤلاء السجناء سوف يرسمون لك طريق النجاح للجان رعاية السجناء والمفرج عنهم، فهل يجد هذا الاقتراح القبول والدراسة من قبل سعادتكم، أم ان التقارير السنوية المكتوبة تكفي لإبراز انجازات لجان رعاية السجناء. أخيراً نتمنى من سعادتكم القيام بزيارات مفاجئة بعيدة عن الاضواء للسجون في مناطق المملكة، نتمنى أن تضم لجان رعاية السجناء اعضاء من السجناء ممن اهتدوا وعادوا الى جادة الصواب، نتمنى أن تفعل السجون دورها الاجتماعي والانساني لخدمة السجناء، أخيراً، تحية لمدير عام السجون الدكتور علي الحارثي على جهوده الموفقة في رعاية السجناء واسرهم، وشكراً لكل رجال السجون المخلصين الذي يعملون بصمت لخدمة ورعاية السجين؟ ونسأل الله ان يأخذ بيد فوزية النعيمي وكل سجين لم يجد يدا حانية لرعايته بعد الافراج؟؟ * خاتمة ما فتح رجل على نفسه باب مسألة يبتغي بها كثرة إلا زاده الله بها فقراً، وما فتح رجل على نفسه باب صدقة يبتغي بها وجه الله تعالى إلا زاده بها كثرة. المدينةالمنورة ص.ب2263