شهدت جدةومكة أمس أمطاراً غزيرة تزامنت مع بدء فعاليات حج هذا العام، ومعدل المطر كما قالت مصلحة الأرصاد الجوية السعودية بلغ 70 ملم فيما سجلت درجات الحرارة انخفاضاً ملحوظاً ومن المتوقع وصول درجة الحرارة الى أقل من 14 درجة مئوية مع ساعات الليل المتأخرة، وهو ما يقترب من أقل درجة حرارة سجلتها مكة في تاريخها الحديث في العام 1986 حينما بلغت درجة الحرارة 12. ومعدل مياه الأمطار هذا يزيد على ثلاثة أضعاف المعدل العالمي لشبكات التصريف، وقد استنفر الدفاع المدني قواه كما شارك الجيش والقوات المسلحة والحرس الملكي وطائرات الدفاع المدني والإخلاء الطبي في عملية التكاتف لتتبع أحداث الأمطار والسيول وإنقاذ الأرواح، كما تهدم عدد كبير من المنازل ومبانٍ أخرى غمرتها المياه بالكامل. وفي الوقت الذي أوشكت شبكات تصريف الأمطار في مدينة جدة على الانتهاء، إلا أن بعض شوارع المدينة تجمعت فيها الأمطار وسببت بعض الاختناقات المرورية. وقامت القطاعات ذات العلاقة بتصريف تجمعات مياه الأمطار بالعمل من اجل تسهيل الحركة المرورية. ومع الوضع السيئ الحالي لشبكات تصريف المياه في جدة، والتي كشفتها الأمطار التي هطلت على مدينة جدة وتسببت في حدوث مشكلات كثيرة نتيجة تراكم المياه في الشوارع، أعلنت أمانة جدة أنها رصدت 3 مليارات ريال لاستكمال شبكة تصريف الأمطار. وقد سبق وأن طالبت جهات متعددة بوضع حد لهذه المشكلة، فهيئة المساحة الجيولوجية على سبيل المثال طالبت في أكثر من مرة بضرورة سرعة استكمال شبكات الصرف الصحي وإلغاء حفر تصريف الفضلات (البيارات) واستكمال شبكات تصريف مياه الأمطار والسيول وعمل صيانة دورية ونقل موقع بحيرة الصرف الصحي الحالية الواقعة شرقي محافظة جدة إلى مواقع خارج الحوض المائي مع الأخذ بعين الاعتبار توفير محطات المعالجة اللازمة التي تستوعب كمية الصرف الصحي وآبار لمراقبة منع التسريبات منها وكذلك إصلاح ومراقبة التسريبات من الشبكات وخزانات المياه المختلفة وعمل شبكة من الآبار موزعة داخل محافظة جدة، مزودة بمضخات لسحب المياه وتخفيض المنسوب إلى المستويات المطلوبة تعمل بشكل آلي. وطبقا لتأكيدات المسؤولين في أمانة جدة منذ بداية العام السابق فان الأمانة تقوم بمشاريع عملاقة لتصريف مياه الأمطار والسيول صرفت عليه الدولة في العام نحو 260 مليون ريال. وخلال السنوات القليلة الماضية لم يتم تنفيذ سوى 30 في المائة من شبكة تصريف مياه الأمطار و المياه السطحية، وتقوم محطات معالجة الصرف الصحي بمعالجة نحو 320 مترا مكعبا ومن ثم تصريفها إلى البحر، في وقت تضخ فيه الدولة مبالغ كبيرة من الميزانية لصالح مشاريع الصرف الصحي في جدة. وقد سبق وان وعدت الشركة الوطنية للمياه بالانتهاء من شبكة الصرف الصحي خلال ثلاث إلى خمس سنوات. تبلغ مساحة مدينة جدة حوالى 900 كم2، ورغم أن هذه المساحة ليست بالمساحة الشاسعة إلا أن هناك مشكلات تتعلق بتفريغ مياه المجاري مباشرة إلى البحر في منطقتي الكورنيش الشمالي والجنوبي، فمساحة المنطقة المغطاة بشبكة الصرف الصحي لا تتجاوز 73 كم2 تقريبا. أي ما يعادل 8 في المائة فقط من مساحة مدينة جدة، وقبل سنوات تم تنفيذ شبكة كبيرة من الأنابيب في الطرقات الرئيسية، وهو مشروع لتخفيض منسوب مياه المجاري الناتجة من البيارات تحت مباني المدينة موجهة لتصب في البحر مباشرة دون أي معالجة، لتزيد من مشكلة الصرف الصحي. وإذا ما راجعنا المشروعات القائمة سنجدها كثيرة ومتعددة، فهناك مشروع الخطوط الرئيسية للصرف الصحي للمرحلة الخاصة بجنوبي جدة بتكلفة قدرها مليار ريال، ويمتد المشروع من القاعدة البحرية وحتى نهاية النطاق العمراني جنوبي جدة، وتبلغ حجم المبالغ التي صرفت على العقود التي وقعتها وزارة المياه والكهرباء والمتعلقة بالصرف الصحي في جدة أكثر من ستة مليارات ريال، تشمل الخطوط الرئيسية والفرعية. كما يجري حاليا تنفيذ مشاريع مياه وصرف صحي بقيمة إجمالية تقدر ب 6.6 مليار ريال، معظمها مشاريع صرف صحي ويشمل ذلك تنفيذ شبكات صرف صحي فرعية وخطوط رئيسية وخطوط أنفاق، بالإضافة إلى عدد من محطات معالجة مياه الصرف الصحي وغير ذلك من المشروعات. ومن المشروعات أيضا إعداد دراسات هندسية لاستكمال أحياء جدة غير المغطاة بشبكة تصريف الأمطار وتصميم خطوط وشبكات لتصريف مياه الأمطار للمناطق والأحياء السكنية غير المخدومة بشبكات تصريف الأمطار في المناطق غرب طريق الحرمين وجنوب شرم أبحر والتي سيتم تنفيذ مشاريع لصرف الأمطار بها عبارة عن أنابيب خرسانية وعبارات صندوقية وقنوات مفتوحة ويغطى المشروع بلديات أبحر والمطار وجدةالجديدة والعزيزية والجامعة والبلد والجنوب. وهناك دراسات هندسية أيضا لتصميم خزانات سطحية لتصريف مياه السيول القادمة من الأودية الواقعة شرق محافظة جدة. ومن المشروعات أيضا تركيب عبارة صندوقية جديدة داخل مجرى تصريف مياه الأمطار الشمالي الحالي بدءا من شارع حائل غربا إلى شرق الطريق الدائري، وإنشاء مجرى خرساني جديد لتصريف مياه الأمطار والسيول شرق مجمع منشآت حي الأمير فواز بهدف التحكم في مياه الفيضانات شرق حي خزام وتركيب خطوط أنابيب رئيسية وفرعية لتصريف المياه ليتم تغطية شارع الملك فهد وشارع المكرونة وشارع الأمير ماجد وتقاطع طريق المدينة مع شارع قريش وشارع الجامعة وحي الخالدية وامتداد شارع حراء وبعض الشوارع الفرعية في المنطقة، وهناك مشروعات مماثلة في شاعر صاري والإمام مالك ودلة وفلسطين وأم القرى، كما يتم تنفيذ مشروعات لتصريف المياه السطحية لأحياء السامر والأجواد والمنار وبترومين وغليل ونفق الأمير ماجد وحي الجامعة والفيحاء والسالمية الشرقي وبريمان الشعبي مع تنفيذ المرحلة الثانية من مشروعات تصريف المياه عن طريق تركيب خطوط أنابيب لتصريف الأمطار في شارع الإذاعة والتلفزيون وحي الروابي وطريق الملك عبد الله وحي الشاطئ وشارع الروضة وحي الخالدية وغيرها. وقد خصصت أمانة جدة لمشاريع درء مخاطر السيول والأمطار والمياه الجوفية في ميزانيتها العام الماضي ما نسبته 19% بما يصل الى 294 مليون ريال، ويجري العمل في نحو 37 مشروعا بقيمة إجمالية تصل الى مليار ريال.