كان أول كأس ملكي باسم الأهلي وها هو آخر كأس يختار طريقه بين إخوته في رف من رفوف القلعة، ولا يكتفي الأهلي بذلك بل يواصل مشواره في القارة (الصفراء) ويريد أن يمضي بمدرجه المجنون نحو اللقب معانقاً (العالمية) حتى ولو جاء ذلك متأخراً فالأهلي كان يستحق الوصول لمرافئ العالمية في بداية الألفية، لكن كان لمندوبنا رأي آخر من أجل النادي (الغالي)، لكنه الأهلي لم يرم منديله وظل كبيراً. يحزن المدرج ويعود مجدداً لنصب راياته وإعلان التحدي، إنها الثورات تكتسي دوماً اللون الأخضر لون الحياة كما وصفه عامر عبدالله ذات جمال، والذي وصف نشيد الأهلي بأنه أجمل من بعض الوطنيات العربية، وأنا أراه مارشاً عسكرياً نجح في تحويل لاعبي الأهلي من مجرد لاعبين إلى محاربين لهم نشيدهم الخاص وقائدهم ورايتهم التي يلتفون من حولها ويؤمنون بها، والرايات الخضراء حيث يسكن الجمال لا تنكس حتى في عز الخسارة. هناك أندية قادرة على استبدال المفاهيم وتطوير المعايير بالطبع الأهلي ليس أولها بل هو الوحيد لقد جعل من كرته مجموعة مفاهيم، هل شاهدتم منظر لاعبي الأهلي وهم يرتدون زياً خاصاً بالملكية لحظة التتويج، التفاصيل الصغيرة هي من يصنع الإنجازات الكبيرة؟، والأهلي يؤمن بالتفاصيل التي تصنع الأمجاد الكبيرة. وهكذا هو الأهلي وكرته التي جمعت بين السحر والحلاوة في الأداء والنتائج وهذا ما نشاهده مع الأهلي فقط. فواصل يقول كبير الأهلاويين "كلنا نعمل تحت مظلة الأمير فهد بن خالد" وهذه قاعدة العمل الناجح فالقرار حتى وإن كان رأي الأغلبية يجب أن يمر من خلال رجل واحد. منجزات الأهلي تمر عبر الصافرة الأجنبية، وبطولاتهم (محلية)، والنفوذ يمر عبر اللجان المحلية. قد لا يكون كماتشو الأفضل لكنه (الأهم) وبالطبع قد تجد بديلاً للأفضل لكن لن تجد بديلاً للاعب الأهم. فاز الأهلي وغابت تصريحات الشتم والشتيمة وهنا الفرق بين من يديرون اللعبة الإعلامية على طريقة (الشريطية)! ... مخرج في حال فوز الأهلي غداً نحن موعدون بتحليل خسارة الجزيرة الإماراتي فقناتنا الرياضية عودتنا على مناقشة كيف خسر المنافس عند انتصار الأهلي؟!! Twitter:@f_a_alghamdi