.. أحياناً أجد صعوبة في أن أفرق بين "كلمة الحب" وهي كلمة لطيفة وظريفة وتدعونا جميعا بحكم أن الحياة .. حياتنا هذه قد تداخلت وتماوجت ولم تعد تستطيع ان تغرق بين المعنى أو المبني!! .. لسبب بسيط أن النفوس مع تقادم الحياة واختلاط حابلها بنابلها واشيائها المباحة عرفاً .. واشيائها المغضوب منها معنى ومبنى!! .. والحياة كما كانت منذ الأزل بنيت على التسامح وعلى العطاء الوجداني. وعلى اعطاء "المشاعر" شيئا من التألق والازدهار.. .. والحب هو الشعار اللامع المزدهر الذي يضيء الحياة ويجعلها مع قصر عمر الانسان تسير احياناً تدعو للامل ولصفاء الوجدان والذي يجعل الانسان مبسوطا مشرقاً. .. والله جل شأنه أضاء من حولنا هذه الحياة فجعلها محبوبة تجعلنا نسير أحيانا ولنا آمال وطموحات و.. غايات .. لكننا قد لا يتحقق لنا ما نرغب ونتمنى.. .. ونحب كبشر خلقنا الله ..لنعمل بجد واجتهاد ومثابرة لكنه سبحانه طلب منا أن نكون صابرين موقنين بأن من جد وجد .. ومن تكاسل وتمنى الاماني .. لكنه لم يعطِ نفسه وقتا كافيا ليحقق أمانيه ورغباته فهو الخاسر على الدوام. .. والدنيا أحياناً لا تعطي الإنسان وقتا كافيا لكي يلحق بالركب ويحقق ما يود تحقيقه دون جهد يذكر أو عمل شاق لأن الناس الآخرين لهم طموحات وغايات!! ..وهذه الطموحات أو الغايات تحتاج الى مثابرة وكفاح ونضال كي نصل إلى ما نود أن نستحوذ عليه .. كي تبقى حياتنا مزدهرة شامخة الاركان!! ولهذا كان المحبون المخلصون .. تجدهم يعملون بجد منذ بزوغ شمس نهارهم حتى أفول هذا النهار وإسدال ستار الظلام. .. ذلك لأن الحب بمعناه الشمولي .. هو سلاح مضيء ونور باهر وغاية رشيدة كي تسير الحياة حتى الممات مزدهرة..!! "قل إن كنتم تحبون الله .. فاتبعوني يحببكم الله" وهو كما تقرؤون حروف مختصرة وكلمات سامقة ومعنى شمولي لكل الذين يرفعون شعار الحب ومعناه.. .. ربط معنى الحب باتباع ما جاء به الصادق الأمين .. الذي أرسله الله "جل شأنه" هاديا ومنقذا للبشرية .. كي لا تضل الطريق ولا تهوى في حفرة التأويلات القاصرة والاماني المبعثرة وهوى الأنفس المندثرة. ومن حبنا لله وحبنا لرسول الله .. ينبع حبنا لأهلنا ولأوطاننا ولأسرنا .. ولكل شيء نافع وشامل!! .. أما الحب الآخر .. والذي تسمعون به . فهو نزق وطيش وضياع أوقات فيما لا فائدة فيه ولا رجاء .. فهل وضح القصد والغاية أم أننا في غينا سائرون .. وعلى غير القصد والمرجو متبعون. يا أمان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل جدة ص.ب 16225