كلما جمل الانسان علاقته بالحب كلما زان الامر وراقت نفسه واستتبت له امور دينه ودنياه، وكلما سخط من اموره او اخذت ردت فعله الجانب السلبي في التعامل معها كلما ساءت اموره وترتبت عليها امور لاحقة تضجره وتزيد من همه وغمه. جعل الله عز وجل ارقى امور الانسان في دينه تمام تزيينه بالحب. قال عليه الصلاة والسلام ( لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه). اي انه عليه الصلاة والسلام نفى عن المسلم تمام الايمان ان لم يقترن ذلك بالحب. قال الشاعر: عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساوئا حضرت مناسبة عقد قران بسيط ولطيف ولا يزيد عن جلسة عشاء في منزل خاص الا انه كان ممتعا وبه جو جميل لم اعهده في المناسبات والافراح في القصور والقاعات. كان كل الحديث بين الاشخاص والمجموعات احاديث مشتركة ومفرحة وايجابية فاضفت على الجو العام جمالا وحبا غامرا، اسعد الله الزوجين والعائلتين. لا يوجد انسان الا وله ايجابياته وسلبياته اي ان له حسناته وله سيئاته اي ان له الجانب الذي يمكن لاخوانه ان يروه جانبا جميلا وله ايضا جانب آخر يراه الناس جانبا مذموما الا اننا اذا احببنا استطعنا ان نتجاوز وجود ذلك الجانب السيئ بل في الواقع لا نستطيع ان نراه لان بصائرنا قد تغشاها الحب فاطلعت على الجميل ولم تلحظ الجانب السلبي. لذلك حتى نرى حياتنا ومحيطها كله من الجانب الجميل علينا ان نغلفه بالحب والذي يجرنا الى مبلغ الكمال في الايمان كما يجرنا الى هدف الكمال في السعادة والراحة النفسية. قال الله عز وجل في كتابه الكريم (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) وهنا يخاطب الله عز وجل نبيه ويبين له ان يدعو الناس الى تمام الرضا من الله ببلوغ درجة الحب باتباع الرسول. اذن الهدف هو الوصول وبلوغ غاية الرضا وهو الحب. عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إن الله تعالى قال : من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر فيه ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه". بالحب يبلغ الانسان مبلغ الرضا عند الله وهو ناموس الانسان في الحياة. بالحب يملك الانسان الانسان كما يبلغ بها الانسان رضا الله فيصبح متصرفا بما يفوق طاقة الانسان وقدرته ومعرفته. وهذا في الواقع ينبه الانسان بأنه ليس من حق الانسان الاساءة الى اخيه الانسان باي قدر واي مستوى، ويستطيع ذلك بالحب ليبلغ به مبلغ الرضا وبدونه يطغى عليه السخط والرغبة في الإيذاء اعاذنا الله من شر النفس.