في يوم الأحد الماضي الموافق 5 /4 /1431ه استضافني مركز حي الجموم لعقد دورة بعنوان: (عشر قواعد في حفظ الأمن)؛طلبت من الحاضرين في بداية الدورة التعبير عن الأمن بكلمة واحدة فقط! منهم من قال الأمن سعادة، وقال آخر الأمن استقرار، وقال ثالث الأمن طمأنينة وقال رابع الأمن راحة. لم تكن هذه الإجابة هي التي أبحث عنها؛ وإن كانت جزءاً من الإجابة التي أريدها. هذه الإجابات وغيرها مما أورده المشاركون تمثل جزءاً من آثار الأمن. ولكن إذا أردنا أن نعبر عن الأمن بكلمة واحدة فلا يسعنا إلا أن نقول (الأمن حياة). نعم الأمن حياة؛ عندما يختل الأمن تختل جميع جوانب الحياة الكريمة للبشر. عندما يختل الأمن يصبح الخروج من المنزل مخاطرة والبقاء فيه انتظارًا لقدر غائب؛ فإما أن يكون لك ضحايا أو تكون أنت الضحية. عندما يتأثر الأمن يفقد العبد الطمأنينة في عبادته. عندما يعيش المجتمع بدون أمن تصبح ممتلكات الفرد وتميزه سبباً لهلاكه ونهايته. جاء في الحديث عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها). تأمل أيها القارئ الكريم كيف قدم النبي صلى الله عليه وسلم الأمن على الصحة وكفاية القوت. ثم تأمل أيضاً أركان السعادة الثلاثية في هذا الحديث. عندما نعلم جميعاً أن الأمن حياة؛ فإن من الواجب علينا أن نساهم في المحافظة عليه من أجل أن نحيا ويحيا غيرنا بسلام وطمأنينة. المحافظة على الأمن ليست مسؤولية جهة حكومية أو وزارة معينة فقط؛ بل الأمن مسؤولية كل عاقل يبحث عن الحياة الكريمة له ولمجتمعه ولأمته. دعونا نتأمل أحوال المجتمعات المحيطة بنا عندما فُقد الأمن كيف أصبحت حياتهم. نحن نعيش في نعمة عظيمة من حقها أن تشكر بالعمل لا بالقول فقط والله ولي التوفيق.