يشعر السعوديون جميعا بالفخر والاعتزاز بوطنهم الذي اصبح واحة أمن وأمان وجاذب للاستثمارات الاجنبية، وملاذا للمنكوبين من هذا البلد أو ذاك، والآخرون يحسدون هذا البلد بنهضته العمرانية وأجواء الطمأنينة التي يعيشها سكانه بالرغم من العمليات الإرهابية الدخيلة "السابقة" التي لم تفت في سواعد بنيه ولم تأخذهم إلى اليأس المدمر والاحباط القاتل. وبقي العنفوان والألق ظاهرة ملموسة هي زيادة أواصر المحبة ووشائج التقارب والتكافل والتضامن من لعلهم انهم اصبحوا مستهدفين من الأطراف التي تسعى للتخريب من خلال خلخلة الصمود والتحدي وتفكيك روح الانتماء والولاء والذي يزداد يوما بعد يوم، ويظهر جليا قيادة سيد البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله الذي تميز ويتميز بالحكمة والحصافة وبعد النظر والدأب على حماية الوطن من كل مكروه. وللنظر الى ما آلت اليه الأوضاع في أقطار شقيقة أو صديقة، وذاك التفكك والتصدع والتشرذم والصراع الذي يأكل الأخضر واليابس، ويحيل الهناء ورغد العيش إلى كابوس لا ينقطع، فأين نحن ولله الحمد والمنة. ولا مندوحة من القول بأن نعمة الأمن والأمان يغبط عليها الإنسان وتشعره بإنسانيته وآدميته، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اثنان مغبون بهما ابن آدم الصحة والأمن). فهما أصل كل رفعة وتقدم وتمدن وازدهار اقتصادي، وأساس كل تقارب وتآزر وتعاون وتكافل اجتماعي، وفيهما أيضا التطور والتحديث والانطلاق نحو المستقبل، والأمن في نهاية المطاف ركيزة أساسية للتنمية والازدهار في الموارد والصناعات والقوى البشرية والنهضة العمرانية والرخاء، وزيادة رأس المال الوطني والاجنبي الذي يجدد الحوافز للتشغيل والاستثمار اذ لا تقدم بلا استقرار. من هنا، فإن الواجب يحتم على الجميع أن يضعوا الوطن في القلوب وحبات العيون، وان يحافظوا عليه محافظتهم على الثروة النفيسة، وان يسدوا منافذ الشرور عنه، وانه يزودوا عنه بكل قوتهم وعزيمتهم وأن يسيموه بالحب والاعتراف بالجميل، وان يفتدوه بالمهج والارواح ويقدموا له الغالي والنفيس، حيث لا أروع ولا أبقى ولا أجمل في الحياة من الشعور بالأمن والطمأنينة والراحة النفسية، وبأنه ليس هناك مايعكر صفو الحياة والسعادة فيها وهناء العيش وصدق الرسول الكريم بقوله: "من بات آمناً في سربه وعنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها". ولست مع اولئك الذين لا يرون في الوطن الا الندوب والمساوئ من انحرافات ورذائل وجرائم ومن فقر وبطالة لأن هذه المشكلات والظواهر والاضلالات لها الحلول الناجعة والمناسبة حيث لا يألوا جميعنا من رسم الصورة المثلى كل في موقعه ومسؤوليته اذ ان النظارة السوداء لا تمنع ولا تحول دون رؤية الحقيقة، ناصعة كالشمس في رابعة النهار بعيدا عن جلد الذات ورؤية الكأس الفارغة فقط، والتطلع الى الخارج لافتقار الوطن على حد زعمهم، لكل شيء جميل. مدير عام وزارة التخطيط - متقاعد فاكس: 6658393