"الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة" هذه المقولة الحكيمة للامام علي رضي الله عنه نستطيع ان نحورها من الغنى المادي الى الغنى المعنوي كيف هذا؟ أقول عندما قرأت يوم أمس كلمة العزيز خالد السليمان عن احتفاء مائة مثقف من انحاء العالم في دبي رمت دعوتهم للالتقاء بعبده خال بمناسبة فوزه بجائزة البوكر، واتبع ذلك بقوله أي "خالد" تخيلت لو ان مثل هذا اللقاء يعقد على هامش المعرض "معرض الرياض للكتاب" ليحتفي المثقفون السعوديون بمثقفهم العالمي .. لحظتها تذكرت تلك المقولة الشهيرة للامام علي رضي الله عنه. نعم ان المثقف "السعودي" مهضوم الحقوق والاهتمام من قبل "قرائه" قبل ان يكون مغيباً من ذاكرة المواقع الثقافية لدينا، ولا نعرف ما هو السبب في ذلك هل هو على طريقة لا كرامة لنابغة في قومه؟، هذا حدث كثيراً مع مثقفين ومثقفات احتفى بهم في خارج بلادنا سواء كان ذلك في تونس أو في بيروت كما حدث مع أديبنا الكبير الاستاذ عبدالله جفري رحمه الله ومع كثيرين كانوا محل اهتمام وتقدير المجتمع الثقافي في الخارج وفي الداخل لم يهتم أحد بهم وهذا يذكرني بالشاعر الفحل الكبير الاستاذ حمزة شحاتة الذي اتخذ من القاهرة في أواخر ايامه "متكأً" له كان كثير النكران لذاته بعد ان شعر بالنكران له في الداخل فرحل الى شاطئ النيل ليعيش حياته هناك، احدهم قال ذات يوم تخيل لو كان حمزة شحاتة هذا في بلد عربي آخر ماذا كانوا فعلوا به؟ انه قيمة أدبية وفكرية نابغة، وهو الامر الذي نرى على نادي جدة أو مكةالادبيين ايجاد جائزة باسم "حمزة شحاتة" كقيمة ادبية كبيرة. وهو أمر وإن جاء متأخراً الا انه خير من ان لا يأتي أبداً.