حينما كنت أتصفح بعض الوجوه التي دعيت إلى معرض الكتاب في الرياض سألت نفسي أين عبده خال وأين ثامر الميمان؟! أين فلان وفلان ؟! كانت بعض هذه الوجوه حديثة إلى درجة أنها لم تستكمل بعد رسم خطوط تقاطيعها على الخارطة الثقافية بينما غابت وجوه طبعت المشهد الثقافي ببصمة نتاجها ونثار إبداعها! يومها سألت ثامر أين أنت؟! منتظرا أن يدلني إلى دار النشر التي يقف عندها فكان جوابه أنني لم أدع!! سألت عبده خال متى تصل الرياض؟! فقال إنه في طريقه إلى دبي لمقابلة مائة مثقف من أنحاء العالم تمت دعوتهم للالتقاء به بمناسبة فوزه بجائزة البوكر، وللحظة تخيلت لو أن مثل هذا اللقاء يعقد على هامش المعرض ليحتفي المثقفون السعوديون بمثقفهم العالمي. ما أقسى أن يشعر المثقف بغربته في وطنه في الوقت الذي يشعر فيه بمواطنته خارجه، عبده خال في أبو ظبي ودبي يكرم أمام العالم بصفته الأديب السعودي وثامر الميمان يدعى إلى مناسبات خارج وطنه بصفته الأديب السعودي بينما في وطنه لا يدعى إلا لتسديد فواتيره! عندما قرأت مقاله أمس في صحيفة اليوم غصصت بأحرفه فقد كانت كأشواك السمك، فليس أقسى على المثقف من أن يشعر بالتهميش في وطنه وهو أحد عناوينه الثقافية خارجه، لكن ما جعلني أهضم الأشواك أن إنسانا مثقفا لا يتربع على رأس الهرم المؤسسة الثقافية فحسب وإنما على قلوب المثقفين أيضا سارع إلى ثامر الميمان ليضمد جراحه النازفة ويلملم مشاعره المبعثرة! يقول ثامر: هل تصدق يا خالد أن الرجل قادم إلى بيتي في جدة الأسبوع القادم ليعتذر لي ؟! قلت له: نعم أصدق فالمثقف عبد العزيز خوجة هو وزير الإعلام الأول الذي يقترب منا بعد أن كان علينا نحن في السابق أن نقترب منهم! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة