* عبدالله جفري هل تذكرونه ذلك المعصور أدباً وإبداعاً وخلقاً، ذلك المعجون حباً وفخامة وسؤدداً، ذلك الشامخ عبر كل مشاوير الادب والقصة والرواية، ذلك الذي حفيت اقدامه وهي تخطو على "بلاط" هذه الصحافة التي عشقها وعشقته فأدميت قدماه على حوافيها الممتلئة بالاشواك وحبيبات "الزجاج" انه ذلك الذي اعطى من نفسه عصارتها ومن فؤاده شفرة المحب لمن أحب. عبدالله لقد افتقدتك منذ رحلت كأنني اليوم ابحث عنك فلم اجدك كأنني فقت الآن من صدمة رحيلك – المر – نعم لقد تجمد الدمع في عيوني وضاعت الكلمات من على لساني كل هذه المدة وكأن قلبي لم يتعود الرثاء من قبل وأنا أدعيه لقد ادركت كم كنت كبيراً وغالياً في داخلي كلما حاولت ان أرثيك فيعصيني - البيان -. قبل ايام تذكرت تلك المشاوير التي كنا نقطعها بحثاً عن كتاب في احد معارض الكتاب في القاهرة في بيروت في أصيلة وأنا ارى ذلك التزاحم الكبير في معرض الكتاب الذي فتح ابوابه قبل ايام في الرياض بحثت عنك فلم أجدك بين الصفوف، انتظرت صوتك يأتيني عبر الهاتف كالعادة هامساً "ها .. عليها" فتقفل سماعة هاتفك وأنت تقول مازحاً "... قليل" مستعيراً هذه الكلمة من العزيز شاعرنا الحصيف محمد اسماعيل جوهرجي. يا أبا وجدي لقد كان صوتك يخترق سمعي وأنا أتجول في اروقة "المعرض" كأنني اراك وانت تقتعد كرسياً وحولك "قراؤك" لتوقع لهم على احد كتبك كما كنت تفعل في بيروت مع كتابك نزار آخر سيوف الامويين اين أنت؟ كأن – الصدى – يعود لي قائلا إنه هناك عند رب رحيم كريم. لأبلع ريقي في هدوء، وانا اتلفت لعلي أجد اسمك "مكرماً" في مثل هذه التظاهرة الثقافية وهذا ما نرجوه في معرض الكتاب القادم في جدة بإذن الله.