الصمت، كم أحتاج إلى الصمت.. إلى السكينة.. إلى الهدوء.. احتاج إليها كي أستطيع أن أعيد ذكرياتي معك يا أمي، أتذكر كيف كنا نتحدث سويا عن كل شيء، كيف كنت تسعدين عندما أحدثك عن حياتي وأبنائي، وكيف كنت تسعدين عندما ترينني كل شيء جديد عندك وتخبرينني بأحوالك وأحوال إخوتي، أوااه يا أمي، أين أجدك بعدما حدث إلا في ذكرياتي، أتذكرين كم كنت تفرحين بقدومي، تنتظرينني بشغف وبحب، أوااه يا أمي، كم أتمنى احتضانك، كنت احتاج إليه في حياتك منذ كنت صغيرة، كنت أتمنى احتضانك إلا أنني أرأف بك، أخشى أن تشعري بآلامي عندما أحتضنك.. إن حبي لك يمنعني فأكتفي بتقبيلك وتقبيل رأسك ويدك، أوااه ما أكبر ألمي بفقدك، أوااه يا ألمي ما أصعب حياتي بعد رحيلك عني. أمي يا نبع الحنان.. أمي يا غيث كان يسقي نفسي الجدباء.. أمي يا عطاء ما بعده عطاء.. أمي يا من رحلت إلى البارئ الأعلى ولم يتبق معي سوى ذكرياتي معك، أرثيك بهذه السطور وأنا أعلم أنها لا ولن توفيك حقك، وعزاؤنا فيك ما رأيناه من حسن خاتمة ومن أفواج المصلين والمصليات عليك، فبرحمة من ربي تكونين بإذن الله في نعيم عند رب راض غير غضبان، وليس لي بعد هذا إلا التضرع للرحمن والدعاء من قلب ابنة افتقدتك منضمة إلى دعاء إخوتي وأخواتي لعلنا نمثل قوله صلى الله عليه وسلم: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث”، وذكر “ابن صالح يدعو له”. فأسأله تعالى أن يرزقك الجنة ويجمعنا بك وبوالدي في الفردوس الأعلى من الجنان.