لفت انتباهي مقال الاستاذ محمد الفايدي بجريدة البلاد بتاريخ 12/ 3/ 1431ه والذي ذكر فيه انه اختلس عشرين ريالاً قبل مدة طويلة حين كان موظفا للكاتب والصادر في الإدارات الحكومية وقد أنبه ضميره فأودعها إلى صندوق ابراء الذمة.. الذي أنشأته الدولة، هذا شيء يحمد له مع أن المبلغ بسيط .. ولكن مع الأسف فإن صندوق إبراء الذمة لم يعَدْ إليه إلا مبالغ بسيطة جدّاً لا تتناسب مع المبالغ الكبيرة التي اختلست من أموال الدولة بدون حق. اقول للاستاذ الفايدي: شكراً على ابراء ذمتك بإعادة المبلغ ولو كان بسيطاً ولأنك بهذا سوف تريح ضميرك وتنال من الله جزاءك.. لكني أقول إن هذه المبالغ البسيطة التي تعاد الى صندوق ابراء الذمة لا تسمن ولا تغني من جوع لأن الذين يعيدون هم اصحاب المبالغ البسيطة .. مع أن الهدف من انشاء هذا الصندوق هو اعادة المبالغ الكبيرة التي قد تصل للملايين ولكن ضمائر البعض لم تؤنبهم حتى الآن لإعادتها حتى يريحوها ويعيشوا ويطعموا ابناءهم بالحلال حتى يبارك الله فيهم وفي أسرهم لأن الحرام لن يتبارك .. وقد يتسبب لهم في مرضهم أو مرض افراد أسرهم .. وفي نفس الوقت سيظلون يعيشون في اضطراب وسوف يحاسبهم الله على كل قرش اختلسوه .. فهل من مستجيب؟؟ فما سر أن شخصا قد يستلم منصباً وهو بحالة مادية ضعيفة .. ثم بعد مرور مدة معينة ترى الابهة ومظاهر الغني الظاهرة عليه وترى القصور والسيارات الفارهة .. والممتلكات الكثيرة من عقار وشركات تنشأ باسم احد أفراد العائلة ..مع ان وظائفهم ومقدار رواتبهم لا يمكن بحال من الأحوال ان تحولهم من الفقر المدقع الى خط الغني الفاحش.. فمواقعهم الوظيفية وتجرؤهم على المال العام.. عن طريق ارتباط وظائفهم بالمشاريع الكبيرة والفرعية في المدن والقرى هو السر في هذا. ولعلي أذكر هنا أن بعض المناقصات للمشاريع قد ترسو بمبالغ عالية أكثر مما يستحقه المشروع .. ثم ترسو من الباطن من شخص إلى آخر حتى تصل الى مبالغ زهيدة.. ثم ينفذ المشروع تنفيذا سيئاً وبمواصفات سيئة لا تعكس المبالغ الضخمة التي صرفتها الدولة من أجل تنفيذ المشروع ثم لا تجد من يحاسبهم على سوء التنفيذ. ولعل المسؤولين يسمحون لي بعدة اقتراحات: 1- أن تعلن الدولة اعطاء فرصة محددة لمن تدور حوله الاتهامات بسرعة اعادة المبالغ التي اختلسها إلى صندوق ابراء الذمة حتى يسلم من المساءلة وحتى يبري ذمته أمام الله يوم لاينفع مال ولابنون الا من أتى الله بقلب سليم. 2- بعد انتهاء المدة المحددة تقوم الدولة بعملية المساءلة والتحقيق وتطبيق النظام بحق كل من تثبت ادانته حتى ينال جزاءه في الدنيا ويشهر به ليكون رادعاً يردع ضعاف النفوس.. "وحبذا لو طبق مبدأ من أين لك هذا؟". 3- أدعو اي شخص سواء مازال على رأس وظيفته أو متقاعد أن يستغل الفرصة ويعيد أي مبلغ مختلس حتى ينجو من التشهير وحتى يربح ضميره .. ويجعل أسرته تعيش في بيئة مرضى عنها وكل أكلها حلال. اللهم أغننا بحلالك عن حرامك واهد ووفق كل من تجرأ على الأموال العامة لإعادتها إنك سميع مجيب. مستشار وكيل الوزارة للثروة المعدنية "سابقا" - وكاتب صحفي [email protected]