عنوان هذا المقال "المرأة أم الأنثى"، هو نفس عنوان مقال الاخت ناهد سعيد باشطح في زاوية بعنوان "مسؤولية" المنشور في جريدة الرياض على صفحة حروف وافكار ص35 بالعدد 14761. استهلت الكاتبة المقال بفاصلة - كما سمَّتها، وهي في الأصل حكمة عربية تنص على تساؤل: "هل يرتجى مطر بغير سحاب"!! لا أريد التلعيق على الحكمة، وانما اتركها للقارئ. وما استرعى انتباهي حقيقة ما تضمنه المقال القصير عن المرأة التي اصبحت شغل من لا شغل له - كما يبدو - فالكل يريد ان يتطرق إلى المرأة كأننا نجهل - نحن ابناء هذا الوطن - دور المرأة ومكانتها في الاسرة والمجتمع. فقد استهجنت على كل من يركز على "نوع" المرأة كأنثى، فهي تريد أن تجسد دور المرأة اعظم من نوعها الانثوي، فهي - في نظرها - كما سيأتي وظيفتها في الحياة ليست امرأة فقط، وانما هناك وظائف اخرى بعيدة عن النوع الانثى! تساءلت الكاتبة في بداية المقال: ماذا لو اعطينا طفلاً وفتاة وشابة "ورقة" وطلبنا ان يكتب كل واحد: ماذا تعني له المرأة! أجابت: اعتقد أن "الإجابات" ستكون مفاجأة بالنسبة لنا لأنها مهما اختلفت فلن تخرج عن اطار قولبة المرأة في القالب الانثوي وكأن وظيفتها في الحياة أن تكون امرأة فقط! واضافت: المرأة في الاصل انسان ومن الظلم ان يقولب الانسان وفق نوعه فيحد من امكاناته وقدراته سواء كان رجلاً أو امرأة! بالنسبة لجيلنا الذي لم يشهد ثورة التقنية تشكلت المرأة في أذهاننا من خلال صور منهاج القراءة للمرأة في المطبخ فقط؟ ومازال المنهاج كما هو رغم أن "المرأة" تجاوز دورها المطبخ! واختتمت المقال: صورة المرأة الحقيقية هي التي برزت عصر النبوة بقوة وحين منحها الاسلام الثقة استطاعت ان تقدم ابطالا ثم استسلم المجتمع لتشكيل صورة نمطية عنها وربما استسلمت هي لذلك فغابت او غيبت عن الدور الحقيقي لها! والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن في هذا المقام: هل المرأة "الانثى" التي تختلف بيولوجيّاً عن الرجل من أجل العمل والوجاهة والشهرة أم خلقت اصلا لوناسة الرجل ورعايته وتربية الاطفال والاشراف على بيت الاسرة ومستقبلها، اما الرجل فخلق من أجل العمل للإنفاق وحماية المرأة وأطفالها من الضياع والتشتت، وبناء جيل المستقبل في معناه الواسع؟ لماذا يتم تغييب هذا الدور لكل من الرجل والمرأة في الحياة والاسرة والمجتمع، والبحث عن دور نمطي يخل بميزان دور كل من الرجل والمرأة؟ ولماذا تريد المرأة ان تزاحم الرجل في مجال العمل الذي هو اقدر على تحمل تبعاته، والمرأة بالتالي اقدر على تحمل تبعات دورها الرئيس في الحياة والاسرة والمجتمع، فهي انثى تأتيها الدورة في كل شهر تشعر خلالها بألم ودوخة ودوار، وهي انثى ايضا تحمل وتلد، ويأتيها المخاض وآلام النفاس، والمرأة انثى إذا فقدت - لا سمح الله - عنوة شرفها فقدت اعز ما تملكه في الحياة كلها، لا ينفعها ساعتئذ لا مال ولا جاه ولا وجاهة ولا شهرة، ولا عمل ولا سلطان! فهل تعي المرأة دورها الحقيقي، ومكانتها السامقة في الحياة والأسرة والمجتمع ولاسيما في هذا الوطن الذي انبثق من ارضه المقدسة نور الاسلام يهدي بالتي هي احسن، ويكفي المرأة الانثى في هذه البلاد فخراً ان "الرجل" يعي دوره تماماً على مستوى الاسرة والمجتمع بأكمله، وقيادة حكيمة تعي دور كل من الرجل والمرأة تماماً لذلك لم يختل توازن المجتمع في هذا الوطن الغالي منذ عهد مؤسسها البطل الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه - على الرغم من ان هناك من يحاول بطريقة أو بأخرى، وبين الحين والآخر بالسعي حثيثاً الإخلال بهذا التوازن الذي يساير طبيعة كل من الرجل والمرأة، في الحياة والاسرة والمجتمع، ويأتي في مقدمتها إقحام المرأة في أتون الاختلاط والتبرج والسفور وقيادة المرأة للمركبة بحجة مسايرة عصر العولمة الذي جلب على من سار على هداه الخلل في أمنها الاجتماعي، والفساد في اخلاقها، ونخر السوس في بنيانها الاسري.