حملت معي من واشنطن هدية لاخي الدكتور مجاهد محمد محمود الصواف هي شريط عن ماقدم فضيلة الشيخ محمد محمود الصواف في مشوار حياته سواء أكان في العراق أو سوريه أو مصر أو افريقيا حيث حمل رسائل الى قادة الدول من الملك فيصل رائد التضامن الاسلامي وقد جمعت تلك الرحلات الهامة وعدت من اخي مجاهد بنسخةمنها لاني عشتها على ارض العمل وقد تعرفت على الطالب مجاهد الصواف اسلام بول (الاستانه) اسننطمبول وهو يرتل ايات يوم اعدام الاستاذ سيد محمد قطب ثم عشنا في حي واحد بمكة المكرمة النزهة وهو في كلية التربية ثم جامعة ام القرى عمل في الرابطة متطوعا وشارك في كل مؤتمراتها في الداخل والخارج وفي لجان الصياغة واوراق العمل واترك الزاوية اليوم للاستاذ الدكتور مجاهد ليلخص لنا الشريط وطالما حضر الدكتور مجاهد من بوسطن هارفرد ليلقى خطبة الجمعة في الاممالمتحدة متحملا نفقات السفر واتركه معكم لينقل خطبة فضيلة الشيخ محمد محمود الصواف في مسجد مبنى الاممالمتحدة وشكرا لاخي الزميل الاستاذ احمد اسعد: ألقى الوالد الشيخ محمد محمود الصواف رحمه الله خطبة الجمعة في مقر الأممالمتحدة في نيويورك في 21 8 1402 ه الموافق 13 6 1982 م وحضرها جمع غفير من السفراء وممثلي العالم الإسلامي في الأممالمتحدة وذلك في مسجد الأممالمتحدة، كان الفضل فيه بعد الله لرابطة العالم الإسلامي والتي كانت عضواً مراقباً في الأممالمتحدة من المنظمات غير الحكومية. وقد تكلم الشيخ رحمه الله عن الأمة الإسلامية التي تجتاز محناً خطيرة لا أول لها ولا آخر وذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم"ستتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله قال: لا بل كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل" وذكر أن كل فرد في هذه الأمة سيسأل عن ضياع هذه الأمة كل بقدره، سيسأل العلماء، الحكام، الأمراء، العمال، الموظفون، الشباب، الرجال، النساء، الكل مسئول أمام الله فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته. ونرى الشيخ الصواف رحمه الله يُحمل الأمة جميعاً المسئولية، لا يرمي الأمر على الحكام فقط بل العلماء قبل الحكام. وقال بأن علينا أن نتعلم من الأعداء ونعد خطة عمل للخلاص من هذه المحنة، فقد أقر الرسول صلى الله عليه وسلم أخلاقاً كانت في الأمم التي قبلنا وذكر وفد يزد والذي دخل على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينةالمنورة عام الوفود. "قال عَلْقَمَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سُوَيْدٍ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، قَالَ : وَفَدْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَابِعَ سَبْعَةٍ مِنْ قَوْمِي ، فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَيْهِ وَكَلَّمْنَاهُ ، فَأَعْجَبَهُ مَا رَأَى مِنْ سَمْتِنَا وَزِيِّنَا ، فَقَالَ : " مَا أَنْتُمْ " ؟ قُلْنَا : مُؤْمِنِينَ ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " إِنَّ لِكُلِّ قَوْلٍ حَقِيقَةً ، فَمَا حَقِيقَةُ قَوْلِكُمْ وَإِيمَانِكُمْ " ؟ قُلْنَا : خَمْسَةَ عَشْرَةَ خَصْلَةً : خَمْسٌ مِنْهَا أَمَرَتْنَا بِهَا رُسُلُكَ أَنْ نُؤْمِنَ بِهَا ، وَخَمْسٌ أَمَرَتْنَا رُسُلُكَ أَنْ نَعْمَلَ بِهَا ، وَخَمْسٌ تَخَلَّقْنَا بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَنَحْنُ عَلَيْهَا إِلا أَنْ تَكْرَهَ مِنْهَا شَيْئًا ... وشرح الحديث خاصة ما يخص الأمم من جمع ما لا تأكل وبناء ما لا تسكن والتنافس في الزائل، وتقوى الله والتقديم لدار الخلد، وتكلم عن اللجوء إلى الله تعالى والتوبة إليه والابتعاد عن الذنوب والرجوع إلى الله عندما تمر بالأمة محنة والأمة تمر بمحن. سبحان الله مر على هذه الخطبة ثمانية وعشرون عاماً وكأن الشيخ رحمه الله يخاطب أمتنا اليوم، وكأنه يصف حالة الأمة اليوم وانشغالها بالمال وكنزه بالبناء وحالة الأمة اليوم أسوأ مما كانت في أيام الخطبة. تبقى الكلمات مكتوبة بحبر فإذا مات صاحبها وكان مخلصاً لله وكانت كلماته واقعية تحولت الكلمات إلى نور تضيء الطريق. ولا نزكي الشيخ رحمه الله فقد مضى إلى رب كريم رحيم رحمه الله ورحم موتى المسلمين جميعاً وجعل الأمة تسير على الدرب الذي سار عليه محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه من تقوى وزهد وعمل. Mob966500613189