العم عبدالحميد مشخص رحمه الله هو من أولئك الرجال الذين غفل عنهم التاريخ بالرغم من حياتهم الزاخرة بالعطاء ولكن زهده فيما لدى الآخرين وتواضعه وطيبه جعله في كل القلوب وان لم يكن في ذاكرة التسطير. لقد كان في بداية حياته طالبا في مدارس الفلاح زميلا لعمي سالم باديب ووالدي رحمهم الله وكان البرنجي على فصله فقد كان من أذكى وأشطر الطلاب علماً وخلقاً وكان الطلبة يدفعون رسوم شهرية لتعلمهم في المدرسة الا هذا الطالب، فقد كانت المدرسة لا تأخذ منه شيئاً تشجيعاً له على نبوغه وكان يأتي ماشياً على الاقدام من النزلة الى جدة كل يوم ويعود عندما كانت جدة وحولها السور ولم يكن هناك مواصلات غير الهائم. لقد كان أديباً وشاعراً مرهف الحس وكان اساتذته محمد حسن عواد ومحمود عارف وحسين مطر وزملاءه واصدقائه حمزة شحاته ومحمد علي مغربي. عمل في بداية حياته في البريد مع المحتسب والكيال ثم نقل لديوان الملك عبدالعزيز مسؤولا عن جهاز اتصالاته وبرقياته وبقى هناك حتى توفي الملك عبدالعزيز -رحمه الله-. يعرف من تاريخ هذا القصر وتاريخ ابناءه الملوك والأمراء ما لا يعرفه غيره ومع ذلك لزم الصمت حفاظاً على أسرار أؤتمن عليها. وأحبه الملك عبدالعزيز- رحمه الله- كما أحبه أبناءه ثم عمل مع معالي الشيخ عمر محمود شمس في الاستخبارات وكان صديقاً له وان كان أصغر منه سناً كما كان مديراً لمكتب القاهرة سنين طويلة ولا يوجد سعودي في القاهرة في ذلك الوقت لا يعرف العم عبدالحميد فقد كان بلسماً لكل جرح وملاذاً لكل مكلوم ومساعدا لكل محتاج. كان له ديوانية في مصر يأتي اليها الادباء والشعراء واهل الفكر والرأي وكان شاعراً رائعاً على الرغم من قلة انتاجه المنشور وكان شاعراً رائعاً على الرغم من قلة انتاجه المنشور وكان صاحب نكتة خفيف الظل ذو ادب جم. هو اول من نقل لعبة كرة القدم الى المنطقة الوسطى وهو احد مؤسسي فريق الشباب مع الصايغ الذي كان زميل عمل له في ديوان الملك. كان الموظف الوحيد الذي يسلم عليه رؤوساءه على رأسه فقد كان كبير المقام عالي المهمة كريماً حليماً قل في الرجال مثله. رحم الله العم عبدالحميد مشخص واسكنه فسيح جناته و"إنا لله وإنا إليه لراجعون".