أحياناً أنتبذ مكانًا قصيًا مع نفسي بعيدًا، مستعرضةً استهجان البعض من لقب صاحبات الأعمال و أن هذه المهنة أصبحت مهنة من لا مهنة لها، و أن المعيار للحصول على لقب صاحبات الأعمال هو امتلاك الملايين و المليارات! الموضوع يؤرقني منذ زمن بعيد، و السؤال هو أليست ظاهرة صحية أن تعمل المرأة من البيت او تملك محلا صغيراً؟ إن منظمة الأممالمتحدة للتنمية (اليونيدو) تعريفها للمشروعات الصغيرة بأنها يديرها مالك واحد يتكفل بكامل مسؤولية المشروع، يقلب على أنشطتها طابع الفردية في مجال الإدارة والتخطيط و التسويق، وكذلك بساطة الهيكل التنظيمي، حيث أن الإدارة المباشرة من قبل صاحب المشروع لا تحتاج إلى مؤهلات عالية للعمل في المشاريع و ذلك لمحدودية رأس المال المستمر و بساطة التكنولوجيا المستخدمة في المشاريع. إذًا السؤال هو لماذا لا نشجع بناتنا على مهن "بائعة" ألا يكفي أنهن مبادرات بالعمل، فهي صاحبة عمل حتى لو كانت "بائعة ترمس" و يكفي أنها كسرت حاجز الخوف و تجاوزت كل ذلك بفعل إرادتها و قوتها لتخوض تجربة التجارة بين الربح والخسارة، يكفيها ضيق الفرص المتاحة أمام المرأة في الجانب المهني و تعقيدات بيئة العمل المصممة التى لاتناسب غالباً حواء، فالمرأة العاملة في بلادنا تعاني بسبب التضارب بين متطلبات الحياة المهنية و الحياة العائلية. هناك نماذج نسائية تحولت أفكارهن إلى مشاريع و حقائق ثابتة على الأرض بمثابرة و عزم ووعي المرأة في بلادي. تشجيع عمل المرأة في الأعمال الصغيرة ليس حديث عهد في بلادي فهي مهنة قديمة فجدتى جواهر مهنتها " خياطة". علينا تشجعيع بناتنا على التفكير المتعدد الجوانب في معالجة العمل الحر، فهل ينصف الزمن أولئك النسوة اللاتي مشين على رمضاء الأيام؟ قبل أن تصل خطاهن إلى لقب صاحبة أعمال.