يُؤكد الإسلام على جوهر الانتماء الذي يمتاز به السلوك الإنساني السوي ، حيث الشعور بالمسؤولية وإدراك النواحي الحسية والاهتمام الحقيقي بالتواصل المعنوي وسرعة الاستجابة للدوافع الأساسية التي تحقق النمو النفسي والاجتماعي السليم .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المؤمن مرآة المؤمن ، والمؤمن أخو المؤمن ، يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه " رواه أبو داود هكذا هي أسرة الإسلام تجعل من المؤمن أنموذجا رائعا يجسد التفاني والإخلاص اللذان يسكنا العقول قبل القلوب ، ويُنيرا الصدور قبل الدروب ، ويمنحا الحياة بهجة قبل أن تغادر البسمة تفاصيل الوجوه ، بالحب نحيا وبالأمل نعيش وبالعطاء الصادق نعطر الوجود .. هذا عندما يأخذنا نداء الإنسانية والمشاركة الوجدانية ومحاولات التكيف مع الظروف الحياتية إلى أفاق المساعدات وتلبية الاحتياجات.. فكيف حين ينادينا الوطن ؟؟ للمشاركة الاجتماعية وقراءة الهوية الوطنية وتفعيل معايير القيم الأخلاقية ونقاط القوة في التماسك بالمبادئ الجماعية ، التي يستحيل ممارستها بصورة عشوائية ، فالتعامل مع الأسس العلمية والتعرف على الاعتبارات التنظيمية وتحليل الجوانب الرئيسية وتقنين المساهمات الفردية وتحديد المهام الإجرائية له الدور الريادي الأعمق في نجاح جهود العمليات التطوعية الوطنية .. لأن العمل وفق رؤية استراتيجيه ومنظومة إدارية كان أكثر فاعلية عندما كانت الأهداف تُمثل الانتماء إلى الوطن وتحمل شعار الوطنية ، فالقناعات ترسم دائما خطوط التحركات الميدانية وتُُعطي مؤشرات الوعي بأبعاد البنية التحتية ، وتعاون المواطنين وتحملهم الأعباء مع الأجهزة الحكومية والأهلية ، خير دليل على الرقي في توصيف الأدوار واستثمار الموارد ... فقد أُعطي تعريف للمتطوع في أدبيات الخدمة الاجتماعية بأنه "ذلك المواطن الصالح الذي يدرك ويؤمن بأن مشاركته الطوعية في النشاطات المجتمعية المحققة للصالح العالم واجب عليه، ولا بد من أن يقوم به على خير وجه". وبالفعل فقد كانت ثمرة عمل الجماعات التطوعية في التعاون ومساعدة متضررين كارثة جدة بوابة طبيعية تُفسر مواطنة كل مواطن ومواطنه سعوديون يتنفسون هواء الصلاح وتجري في عروقهم دماء الفداء للوطن وذرات ثراه ، فحرصهم على خدمة المنكوبين وتفاعلهم مع الحدث لم يأت من فراغ .. فالقائد العادل والأب الحاني الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود _ حفظه الله _ سطرت كلماته روعة المشاعر ونبل الأخلاق فكانت منهج أبناء هذا الوطن وسياسة أحفاده لتظل المصلحة العامة نصب عين الجميع ونرسم الغد الأجمل بإذن الله تعالى .. قطر: الوطن كلمة لا تُختصر ولا يمكن وصف حجم مشاعرنا تجاهه بنقاط حبر العنوان البريدي: مكةالمكرمة ص. ب 30274 - الرمز البريدي: 21955